زغاريدنـا إنطفـأت

وحيدة رجيمي ميرا

هذه الأيام .. ومنذ أيام .. تعوّدنا وعاداتنا نعيش لحظات الفرح وهي مدونة لها تاريخها .. وهذه مناسباتها وتوقيتها ..  هذا العام .. استعمرنا الرعب ..  واستولى علينا الخوف .. واستبد بنا القلق .. التشنج .. صار سلوكنا عصبي .. والسبب معروف ..  حرمنا من كل شيء كان فينا طبيعيا وعادي، نسارع في المواساة، نبادر للخير، نعجل بالتهاني لكل مناسبة  سعيدة ..
هذا العام .. غابت  زغاريدنا .. زغاريد الفرح  ..زغاريد النجاح ..
مدننا تبتهج صيفا بالأعراس، ومواكب السيارات، وتعالي الزغاريد، وقاعات الأفراح تعج بالمدعوين، والضيوف، وحالة الزهو التي تبتهج بها النفوس غابت .. تلاشت، حظر كلي ..
تعودنا أواخر جوان وبداية جويلية موسم تعالي زغاريد النجاح في مختلف الشهادات، هذا العام الجائحة تمنع عنوة كل هذا ..
الجائحة ضيف غير مرغوب فيه، ولكنه أقام وطالت بيننا إقامته .. والسبب نحن ..
نعم نحن ولا أحد غيرنا ..  بعضنا لا يصدق بوجود الجائحة أصلا .. والبعض بين بين .. والبعض  يصدق، وبين كل هذا وذلك، كان لا بد من الالتزام بقواعد الوقاية ..  الوقاية خير من العلاج .. غرام وقاية خير من قنطار علاج .. نعرفها جميعا وننصح بها غيرنا ونحن لا نعمل بها ..
نحن من يتسبب في إنتشار الوباء بيننا لعدم تنفيذنا واتباعنا للإرشادات والتوجيهات الصحية، بعضنا إستهتر، وتعنت.
نحن ولا أحد غيرنا من أجل عودة التلاميذ للمدارس، والمصلين للمساجد، والافراح للنفوس، وآخر الزيجات، وأخرس زغاريد الفرح، وأجل العطل وتفقد الأهالي لبعضها .. فمتى نستعيد وعينا..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024