الى إبن النخيل

لويزة عمر يوسف - عين الدفلى

( شَرسٌ كَفهدٍ آسيويٍّ، ماكرٌ كالوقتِ، يَهُشُّ المعنى فأسيلُ لغةً..)
رأيتك في وجهِ كلِّ رجلٍ أهداني السَّكاكرَ والحلوى، ربَّما وحدكَ من استطعتَ أنْ ترى ملامحِي الرُّوحية دون « فيلتر»، وأن تقرأني على الجرائد دونَ إضاءات ومؤثراتٍ .
فتَعلَّمْ كيف تكونُ نبيًّا وأنتَ تواجهُ فِتنتي وطفولتي !
لا تكْره قصائدي..
( أنا ما قلتُ للَّه اخلقني شاعرةً، ما كانَ هذا اختياري)
أنا امرأة أمازيغية جميلة جدا، شهِيَّة، حُرَّة، مؤمنة، نادرة، كبرياؤها قاتلٌ، متمرِّدة على الزَّمان والمكان، لا تخضعُ إلاَّ للَّه ..إلا للَّهِ ...إلا للَّه ..
فاحذَرْ!
سنينٌ طويلةٌ ونحن نتعلمُ دروسَ السَّلامِ والحكمة، طالما اتَّكأتُ عليكَ بجسدي المخمليِّ ومُراهقتي المتأخِرة حتى تآكَلْنا معا وكفرنا بما أَخذناهُ، وأعلنا الحربَ على بعضِنا ولمْ يبقَ من بقايانا إلاَّ هذه:

قالتْ لهُ: إِنِّي تعبتُ كَثيرا
فانْفُخ شُرودَك في دمي لأثورا

مِن كلِّ منفى تُشترى لغةُ الهوى
وتسيلُ أسئلةُ الجمادِ شُعورا

نتعلَّمُ الأحزانَ _ سرَّ خلودها_
فاشْدُدْ يدي كي نستطيعَ عبورَا

يا ابنَ النخيل على كؤوسك أنثى
سَكَرتْ غيابا عنكَ ثُمَّ حضورا

حُزنٌ جنوبيٌ تسرَّب جلدَها
طفلا، سقاهُ الدمعُ ( صارَ كبيرا)

أنثى تنامُ على مجازر شَكِّها
وتسابقُ المعنى فقط لتطيرا

ولها ككل المتعبينَ بلادٌ..
قد حوَّلتْ وجهَ الدروب قبورا

يا من تأخر عن نداءِ جراحِها
عبثا تحاول سَجْنكَ العُصفورا

من يقنع الألوان أنك أعمى
ضيعتَ من نزفتْ عليكَ عُصورا

جَرَّبتُ أسماءَ العذاب جميعَها
حتى عشقتُ اللوح والطبشورا
مُتفائلا بالبعث جئت تضُمُني
ولقد جُنِنتُ على يديكَ أخيرا

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024