نام الليل الوديع في جهة ليستيقظ النهار
ونام النهار ليستيقظ في جهة الليل الجبار
حتى النجوم تزينت مرتبة لتلتقي بها الأنوار
كل هذا الكون سار سريع وراء المدار المختار
أقمار تسري والكواكب تجري وشمس الأنوار
صورة وراء صورة مسلسل يرصد ألبوم المليار
كل صورة تمضي يسكنها مليار شكل ولا ينهار
سارت بملايير الأضواء كأنه لا يهمها الانكسار
عاد لموطنه أو لم يعد النور فلن تسبقه الأبصار
كل ذرة تحمل الكون والكون ساع عليها دوار
حتى جاء الثقب الأسود حاضرا تاهت به الأنظار
ماذا يفعل السواد الغامض أهو النهاية أم الأستار؟
ماذا خبأت علي علم الإنسان يا كون كله أسرار؟
أسكنتنا في كرة زرقاء الحياة ليس لها أي اعتبار
ماذا لو زالت ومن عليها من أخيار أو أشرار؟
هل ستحزن عليها الشمس والجيران والجوار؟
أم تأتي مكانها كوكبة تحمل الأجناس والأفكار
من أسكنك يا كوكب الأحجار والنار بهذا المدار؟
هل نحن منك وعليك تذكارا أم مجرد زوار؟
تمدنا بما يلزمنا ونحن ما نمدك سوى بالأضرار
ملأتنا رعب وأفراح و ثمنت كل شيء بالأسعار
تمنح الأشياء وتأخذها كما تريد رغم الإشهار
تبارز وتنتصر صامت لا تلقي بال للحضار
تدور وتدور غير مكترث تتسلى على الأدوار
تسري فيك كائنات تفوق المليار في المليار
تمسك كما تريد الإبحار وتلقي علينا الأمطار
تبدع في استغلالنا متمتع بين الجنان والقفار
تبدي أشياء وتخفي أشياء فنبحث عن الأسرار
تكلمنا بالإشارات بالأنواء بالأصداء بالأشجار
تهيج البحر تسفر السحاب وتلقي النور والنار
قل أفصح ماذا تريد منا يا صاحب الدهر السيار؟
أين نقطة البداية ما هي نقطة النهاية في الأعمار؟
سحرتنا حبستنا أحييتنا قتلتنا وما كرهنا الانتظار
لست غبي لتمنحنا الانتصار لاكنك تحب الاستمرار
لذا أمرنا هو أمرك نحتار منك دوم كما أنت تحتار
علقنا فيك أم أعلقتنا لترى فينا ما نقدمه من أخبار
