الهاوية

رميساء شرفي

أنتهي من كتابة النص، فيشيخ الزمن مجدّدا وتعود الحياة إلى رتابتها، لم أعد أعرف ما الجدوى ممّا أكتب، وإن كان تدوين أفكاري الغربية بهذا الشكل ضربا من الحماقة أو محاولة للنجاة..
إنما أدرك جيدا أنّني لولا الكتابة لكنت مجنونة أو خرقاء تقوم كل صباح بالبحث عن نفسها، ولا تجد سوى انعكاس لملامح أنثى في المرآة.
أنا مجبرة الآن على الشعور باللامبالاة تجاه الأشخاص والأشياء من حولي لأنها جميعا مكررة.
لا شيء يثير الاهتمام، الوقت يلتهم ما يمر به بطريقة سيئة تخلّف الكثير من الفُتات.
وأنا، أحاول بشكل جدي جمع هذه الأجزاء الناجية من جشع الزمن لأشكّل منها المكان الخيالي الذي يظهر فقط حين أشرد، أكتب، وأقرأ ليلا على أريكتي المتهالكة.
الحقيقة الوحيدة الجديرة بالتصديق، هي أن كل شيء في هذا العالم يؤول إلى البؤس، أننا نتمسك بالتفاصيل الصغيرة ونحن مغمضي الأعين كي لا نلمح الهاوية التي تقترب يوما بعد يوم.
نحن نقنع أنفسنا عبثا أننا مرتاحون وسعداء، وأن العمى الذي نتظاهر به أفضل بكثير من رؤية وجه الواقع الدميم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025