فتح باب تأسيـس أحـزاب جــديــدة تمييــع للحيـاة السياسيـة وضـرب للانتخابات

حبيبة غريب

من بين النقاط التي تحتاج اليوم إلى شرح و تفسير   قرار الحكومة الجديدة بفتح  باب  تأسيس و طلب الاعتماد أمام أحزاب و جمعيات جديدة،  هذا  والجزائر تعيش مرحلة انتقالية حاسمة في تاريخها، وما هي عواقب وانعكاسات هكذا قرار على الساحة السياسية، وهل هذه الأخيرة حقا في حاجة إلى  تشكيلات سياسية و جمعوية جديدة إضافة إلى  الأحزاب المعتمدة رسميا و التي فاق عدده الستون و  الجمعيات التي تعدد بالمئات.

اعتبرت الأستاذة  ليندة سعد العود ، أن مثل هذه القرارات التي  اتخذتها الحكومة الحالية و التي هي حكومة تصريف أعمال حسب القانون الدستوري الجزائرية و وفقا  للأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد،   لا تخدم مصلحة الشهب الجزائري و لا الوطن،  تخدم مصالح  العصابة  مع مجموعة من الحراك و التي تتوافق  مع مصالح قوى أجنبية هدفها الإبقاء على الأزمة دون حلول.
ومثل هذا القرار تقول ما هو سوى السماح  بتأسيس  أحزاب جديدة التي ستسوق لنفس الأفكار الهدامة و بنفس السياسة ، ستكون له انعكاسات سلبيه جدا على مصير الأمة الجزائرية.
وهو الرأي ي نفسه شاطره د. سليمان اعراج ، حيت تساءل قائلا: « يوجد بالجزائر اليوم 60 حزبا هل  هي بحاجة إلى كل هذا الكم الهائل من التشكيلات السياسية  و هل نحن في حاجة إلى أحزاب جديدة .؟، مشيرا أن قرار الحكومة الجديدة  الهدف منه هو تمييع وضرب  العملية السياسية و  حتى  لا توجد  أحزاب قادرة على البناء
و التوعية.  
فعندما، يقول «  نتحدث عن حزب فإننا نتحدث عن إيديولوجية و أيضا على قدرة ترجمة مطالب المجتمع التي هي مطالب اقتصادية و اجتماعية و إضفاء الطابع السياسي عليها «، مضيفا أن « اليوم لما يفتح المجال و تفرخ هذه الأحزاب كلها،  نتسال ما هي العواقب وفهل عندنا أقليات  أو  طوائف  أو  اتجاهات فكرية متشعبة و عديدة ، كي يستوجب الأمر أن يكون لكل طائفة حزبا؟
طبعا لا يجب المحلل السياسي ، « إذا فالبرعم  من أن تأسيس الأحزاب حق يكفله الدستور إلا أن الظرف الحالي  ليس بالملائم لذلك، ، مؤكدا أنه ليس من الممكن  لنا  ترجمة الحرية على أنها أساس تحرر من كل شيء ما لم  نضع ظوابط لـحماية الحرية في حد ذاتها».  
ومن جهته  كشف د عبد المجيد زعلاني أن المشكلة التي نعيشها اليوم  على الصعيد السياسي تقبع في  مادة  قانون الأحزاب  بحد ذاتها و ليس في القانون الدستوري. فهناك المادة في قانون الأحزاب  التي تقول: على الأحزاب أن تعد و تحضر و تهيئ  و تتفف النخبة و ترشحها للانتخابات . و هنا يكمن المشكل الحقيق في ترشيح الأفراد و ليسا في تزوير الانتخابات كما هو الاعتقاد السائد.
وحسب طرح د. زعلاني فان مسؤولية التشكيلات السياسية كبيرة اليوم  إذ يلقى على عاتقها ان تقدم  مرشحون  و نخبة  وطنية واعية  تأخذ على عاتقها قيادة البلاد للخروج من الأزمة و تفادي الفراغ السياسي الذي يراد بالجزائر أن تعيشه والذي لا تحمد عقباه.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024