تفعيل مخططات النقل ضرورة

الوقايــة وتغيير السلوكيــات لمواجهـــــة الجرائم

فريال بوشوية

 العوامل التي تتسبب في إرهاب الطرقات الذي بلغ عدد ضحاياه الذروة، معروفة من الجميع وتتمثل أساسا في تطبيق مخططات النقل، ووضعية الطرقات والمركبات، وكذا العامل البشري، لكن الإشكال الحقيقي في عدم احتواء الوضع الذي يزداد سوءا بمرور الوقت متسببا في الفتك بأرواح الجزائريين، واستنادا إلى الأطراف المعنية، فإن الفوضى وعدم تجسيد التوصيات التي تكلّل اللّقاءات والملتقيات حالت دون ذلك.

الأرقام التي قدمها المختصون في منتدى «الشعب»، أمس، الذي عالج إشكالية «أي خيارات بديلة للسلامة المرورية لوقف جرائم الطرق؟»، بخصوص حوادث المرور وعدد الضحايا وأسبابها مرعبة، سواء التي تتسبب فيها وسائل النقل الجماعي من حافلات وسيارات أجرة، أو الشاحنات والمركبات الخاصة، بعدما باتت تتسبب في حصد العشرات  من أرواح الجزائريين، وضعوها أمانة في أيدي سائقي حافلة.
هل هي مشكلة حكامة ؟ وفق ما أكد منسق وطني للمنظمة الوطنية للناقلين لخضر خرشي، سببها الرئيسي إغفال التدابير وإجراءات وتوصيات تكلل ملتقيات تعالج الظاهرة التي أخذت أبعادا خطيرة، من قبل الهيئات المختصة والجمعيات الناشطة في الميدان، تركا المجال واسعا أمام فوضى عارمة في غياب الالتزام بالقانون، والتهاون في تطبيق الإجراءات الردعية.
غير أن الإشكالية لا تأخذ بعين الاعتبار شقا آخر لا يقل أهمية، ينبغي تسليط الضوء عليه وتناوله ممثل الدرك الوطني ممثلا في الموازنة بين الإجراءات الردعية والوقائية، ودور السائق وحجم المسؤولية التي تقع على عاتقه، السائق ينبغي أن يغير من سلوكاته باحترام القانون، ومراعاة جملة من العوامل على غرار وضعية الطرقات التي تعد أحد أبرز المسببات إلى جانب العامل البشري، وكذا وضعية المركبات، لاسيما وأن قطع الغيار بدورها لا يؤتمن لها نظرا لنوعيتها.
حوادث المرور التي لا تتسبب فقط في الوفيات، بل في إعاقات تغير حياة السائق أو الراكبين معه إلى الأبد، باتت تنذر بخطر كبير بالنسبة للمسافرين عبر الحافلات وسيارات الأجرة، الذين لا يملكون خيارا غير اللجوء إلى خدمات وسائل النقل الجماعي لاسيما الحافلات، وعددها 90 ألف وتنقل يوميا ما لا يقل عن  8 ملايين جزائري، وارتفع عدد الحوادث التي تسجلها والضحايا إلى مستويات قياسية.
وطرح خرشي معطيات منطقية وموضوعية ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل السلطات، فلدى تطرقه إلى العامل البشري ومسؤولية السائقين، فإن  4 بالمائة فقط من مجموع 18 بالمائة سائق محترف تسببوا في حوادث المرور، وفيما يخص وضعية الطرقات نبه إلى أن الحوادث التي تتسبب فيها الشاحنات ذات الحجم الكبير، انخفض من 16 إلى 10 بالمائة بعدما باتت تتنقل عبر الطريق السيار شرق ـ غرب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024