استشارة الطبيب لتفادي تأزّم المرض ضرورة

اقتراح تخصيص سيارات إسعاف لمناطق الظل مرّة كل شهر

سهام بوعموشة

 اللّجوء للتداوي بالأعشاب لن يحل المشكلة

دعت رئيسة جمعية «نور الضحى» لمساعدة مرضى السرطان، سامية قاسمي، السلطات لتخصيص سيارة إسعاف للتنقل لمناطق الظل مرة كل شهر، بحكم أن هذه المناطق تفتقد للأطباء المختصين، محذّرة من التداوي بالأعشاب، كما كشفت عن تنظيم قافلة طبية تضم 25 طبيبا تجوب مختلف ولايات الجنوب لفحص السكان.
 أكّدت رئيسة جمعية «نور الضحى» لمساعدة مرضى السرطان لدى نزولها ضيفة على «الشعب»، أن حالة التكفل بالمصابين بالسرطان في الجزائر ولاسيما سرطان الثدي تعرف تحسنا فيما يخص توفير العلاج الكيميائي، وذلك منذ سنة 2012.
فيما يخص نشاطات الجمعية، أوضحت «ضيف الشعب» أنها تنشط طوال السنة من خلال خرجاتها مع فريق طبي متخصص نحو مناطق الجنوب والمناطق النائية للقيام بالتحسيس والكشف المبكر تجاه سرطانات المرأة على غرار سرطان الثدي وعنق الرحم، وخصوصا بالمناطق النائية والجنوب الجزائري، حيث تخفي النساء الأعراض التي تعاني منها ولا تقمن باستشارة الطبيب ممّا يؤزم حالتهن وينخفض لديهن احتمال الشفاء، كما أن الكثير من سكان هذه المناطق يؤمنون بالعلاج بالأعشاب وليست لديهم ثقافة استشارة الطبيب، إضافة إلى الزواج المبكر.
وأضافت أن الطبيب الذي يكتشف المرض هو من يتابع حالة المريض، وأحيانا يتم إحضاره للعاصمة لمواصلة العلاج بحكم أن بلديته لا تتوفر على معدات العلاج الكيميائي بالأشعة.
وفي هذا الصدد، حذّرت قاسمي من اللجوء للتداوي بالأعشاب والتي أصبحت ظاهرة منتشرة، لأن الأمر لا يحقق نتيجة في التعافي من مرض السرطان بل سيزيد من تفاقم المرض وتعقيد حالة المريض.
وذكرت قاسمي أنّ أول خرجة لها منذ 2002، تاريخ تأسيس الجمعية، كانت ببلدية قرارة بولاية غرداية للتحسيس حول سرطان الثدي وعنق الرحم، أين وجدت الوضعية الصحية كارثية، لأن النساء ليست لديهن تربية صحية ومعيشية لحماية صحتهن والوقاية من المرض، علاوة على أن القابلات هناك عملهن محدود ولا يفحصن بشكل عميق المرأة مثل الأخصائية في طب النساء التي تتكفل بالمرأة من خلال المتابعة والمعالجة.
وأضافت أن الجمعية تكفّلت بتكوين القابلات بالعاصمة حول سرطان العنق، وكيفية الوقاية منه والمتابعة الطبية.
وكشفت قاسمي أنه خلال جائحة «كوفيد-19»، اتّصلت بها نساء مصابات بالسرطان، وأخرى لديهن أطفال مصابين من 30 ولاية للاستفسار عن كيفية مواصلة العلاج الكيميائي والأدوية على ضوء غياب وسائل النقل، حيث قدمت لهن نصائح بالتزام البيوت بسبب الفيروس، قائلة: «كنت في اتصال دائم مع الطبيب المعالج، وفي نفس الوقت اتصل بالمرضى لتقديم استشارة الطبيب ونصائحه، لأن المرضى كانوا خائفين على مواعيد العلاج».
وأضافت أنه بعد رفع الحجر المنزلي، تنقلت الجمعية رفقة 25 طبيبا إلى الوادي للقيام باستشارات طبية للأمهات والأطفال، وفي نفس الوقت يقدم فحص طبي للرجال الذين يعانون من سرطان القولون والمثانة، وتوعية النساء بضرورة القيام بالتشخيص المبكر ابتداء من سن 40، و45 بالنسبة للرجال كي لا تصبح حالتهم خطيرة، حيث استفادت أكثر من خمسين امرأة من الفحص.
في هذا السياق، أشارت رئيسة جمعية «نور الضحى» إلى أنّها سجلت 3 حالات إصابة بالسرطان بولاية الوادي، وتم إخضاعهم للعلاج هناك لأن المنطقة تتوفر على وسائل العلاج، لكن بالمقابل هناك عائلات من البدو الرحل الذين يقطنون في خيم بمناطق بعيدة عن الولاية لا تصلهم الأدوية ولابد من التكفل بهم وفحصهم، وتقديم النصائح للفتيات المقبلات على الزواج ونصحهم بالتوقف عن التداوي بالأعشاب ووجوب استشارة الطبيب.
وكانت ثاني ولاية تنقّلت إليها الجمعية منذ قرابة أسبوع غرداية، أين سجّل نقص الأطباء المختصين، وهناك قوافل طبية أخرى ستتوجه إلى ولايات أخرى وهي بشار، بوسعادة والمسيلة، للتحسيس وتنظيم أيام علمية حول كل أنواع السرطانات ينشّطها أطباء عامون.
في هذا الصدد، وجّهت قاسمي نداءً لوزارة الصحة لتخصيص سيارة إسعاف للسكان البدو الرحل، وإرسال أطباء مختصين مرة كل شهر للقيام بالتشخيص والعلاج، ولم تفوت الفرصة للتنويه بجهود الأطباء بمستشفى مصطفى باشا وبني مسوس الذين يشاركونهم في هذه القافلة، بالرغم من عملهم طيلة السنة بالمستشفى فهم لم يبخلوا عن تقديم يد المساعدة للمرضى.
وأكّدت «ضيف الشعب» أنّ الجمعية منذ تأسيسها لم تتلق أي دعم من الدولة، فالمساعدات تأتي من المحسنين ومن الأصدقاء بالخارج، وكانت وزارة التضامن الوطني تقدّم المساعدة ومنذ أربع سنوات توقّفت، وبقيت المساعدات تأتي من بعض الشركات الأجنبية، حيث دفعت إحدى الشركات الفرنسية تكاليف التصوير الإشعاعي للثدي «ماموغرافي» للنساء في محنة، والتي بلغت أكثر من 30 مليون، كما استفادت نساء أخريات ليس لديهن الإمكانيات لدفع تكاليف العلاج، كما أن هناك جزائريين بالخارج جهّزوا حوالي عشرة صناديق من الأدوية وكراسي متحركة ومستلزمات طبية أخرى، ينتظر نقلها للجزائر وتوزيعها على مستحقّيها، ووجّهت قاسمي نداء للسلطات لمساعدتهم على جلبها.
وتحرص جمعية «نور الضحى» على حضور المؤتمرات بالدول الأوروبية المتعلقة بداء السرطان، بمشاركة مجموعة من الأطباء الجزائريين الذين يستفيدون من الخبرات الأجنبية، كما تنظّم الجمعية محاضرات لصالح الطلبة حول سرطان الثدي ومحاربة التدخين، ولم يقتصر نشاطها على ذلك فأبواب دار «نور الضحى» المتواجدة ببلدية محمد بلوزداد مفتوحة أمام المرضى المقيمين بالولايات البعيدة مع مرافقيهم، حيث توفر لهم الإقامة والنقل إلى الهياكل الصحية لتلقي العلاج بالمستشفى.
وأبرزت قاسمي أنّ الجمعية تتقرّب من المرضى عبر مختلف ربوع الوطن، وأحيانا يتصل بها سكان المنطقة ويطلبون الدعم فتبرمج طلبهم لتقديم المعاينة والفحص، مضيفة أنّه عندما تنتقل إلى ولاية ما وتجد طبيبين في كل مركز طبي تقدّم لهما تكوينا.
في المقابل نبّهت رئيسة جمعية «نور الضحى» إلى ضرورة الحديث عن السرطان اللمفاوي الذي لا يقتصر على فئة معينة، مشيدة بدور كل من البروفيسور بوجيرة وبيكاجا وسعدي وطبيب آخر من باتنة الذين يلتقون سنويا كل شهر سبتمبر للحديث عن هذا المرض والتحسيس بالقيام بتحاليل الدم والابتعاد عن التداوي بالأعشاب.
وأوضحت أنّه في حالة ظهور بعض الأعراض مثل الحمى أو التعرق أو فقدان الوزن على الشخص القيام بالتشخيص، كما أنّه ينبغي على الطبيب العام توجيه المريض إلى المختصين، مشيرة إلى أن هناك إصابات كبيرة بهذا النوع من السرطان لكن المريض يأتي في مرحلة متقدمة من المرض.

الإشادة بجهود أفراد الجيش

أشادت رئيسة جمعية «نور الضحى» بجهود أفراد الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، الذين تنقلوا إلى المناطق النائية، أو ما اصطلح عليه بمناطق الظل للسهر على عملية التلقيح والتشخيص المبكر للسكان. وأبرزت دور الصّحة العسكرية في مكافحة الأوبئة، بما في ذلك جهود وزارة الصحة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024