إكمال البرنامج مجازفة بمستقبل التلميذ

الامتحانات النهائية لن تتجاوز الدروس المقدّمة

فتيحة كلواز

طمأن الناطق الرسمي لـ «كناباست»، مسعود بوديبة التلاميذ المعنيين بالامتحانات الرسمية بأن مضمون المواضيع لن يخرج عن الدروس المقدّمة في القسم، بصفة موّحدة على المستوى الوطني، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة أخذ الظروف الاستثنائية التي جرت فيها السنة الدراسية بعين الاعتبار خاصة ما تعلق بالحالة النفسية للتلاميذ.
أكد مسعود بوديبة عند نزوله ضيفا على «الشعب»، أن السنة الدراسية 2020 /2021 عرفت تأخرا على مستوى البرامج بسبب الانقطاع عن الدراسة السنة الماضية، ما جعل الأساتذة يعملون من أجل مرافقة التلاميذ من الناحية النفسية، وكذا استرجاع المكتسبات واستدراك ما ضاع من دروس في السنة الماضية، ما أخذ منهم وقتا سواء في بداية السنة الدراسية أوعند بداية كل وحدة، وكل ذلك على حساب التدرجات التي قدّمت للأساتذة.
قال بوديبة، إن الرهان الأول في بداية السنة كان استمرار السنة الدراسية على ضوء الأزمة الصّحية التي تعرفها الجزائر، منذ مارس2020 ،وبالفعل تم تجسيدها ميدانيا، أما الأمر الثاني فهو بالرغم من التكييفات التي حدثت على مستوى البرامج، الوحدات والدروس، لم يستطع الأساتذة التفاعل معها بطريقة جيدة، بسبب رفض الأستاذ المغامرة بمصلحة التلميذ، لأن الكفاءة تتطلب تلقيه بعض المعارف والقواعد الأساسية.
في ذات السياق، يرى بوديبة أن الرهان على إكمال البرنامج والتقدم فيه بنسبة معتبرة أخطر من رهان سيرورة السنة الدراسية، فحتى وان فعل ذلك الأستاذ ستكون النتيجة الأكيدة هي عدم استيعاب وفهم التلميذ للدروس المقدّمة له، لذلك فضّل بعض الأساتذة تحدي المفتشين وقرروا السير في البرنامج بهدوء، حتى يستطيع التلميذ فهم الدروس جيدا، لأنهم أمام مسؤولية تاريخية على اعتبار وجود معارف قاعدية أساسية تمكن التلميذ من تدارك الباقي في المستقبل.
و»وجود خلل في المنطلقات القاعدية حتى وإن أنهيت البرنامج سنسجل كوارث في السنة الدراسية القادمة، لذلك يجب ألا لا يكون الرهان على إكمال البرنامج، لأنه مجازفة بمستقبل التلميذ»، ودعا بوديبة في الوقت نفسه الأساتذة إلى مواصلة تقديم الدروس بوتيرة عادية بعيدا عن الضغط والتسرّع والحشو، ولا يهم أين سيصل البرنامج، ففي الظروف الاستثنائية لا يمكن تحقيق كل شيء.
وطمأن المتحدث التلاميذ المعنيين بالامتحانات الرسمية بأن مضمونها سيكون محصورا في الدروس التي درسوها في القسم وبصفة موحدة على المستوى الوطني، وعلى اللجان الولائية واللجنة الوطنية المكلفة بدراسة تقدم الدروس يجب مراعاة آخر مؤسسة على المستوى الوطني، حيث تقدّم هذه الدراسات للجان المكلفة بإعداد مواضيع الامتحانات ليكون مضمونها فيما درسه التلاميذ.
انتقد مسعود بوديبة عمليتي التكييف التي مسّت أولا بداية السنة الدراسية وثانيا مسّت الشهرين المتبقيين من الدراسة، مؤكدا أن التكييف لمرتين هو تشويه للعملية التعليمية، لأنها تمت على حساب التحصيل العلمي للتلميذ، لذلك يفضل أن يتلقى التلميذ المعلومات الأساسية ليتم التفكير بعد ذلك في المعالجة والاستدراك مستقبلا بمنهجية تتفادى التمييع.
أما فيما يتعلق بنتائج الامتحانات وتأثير الوضع الاستثنائي عليها، قال ضيف «الشعب»: «نتائج الامتحانات تؤثر بسبب الوضع الاستثنائي، لكن في نفس الوقت يجب أن توضع مواضيعها مع مراعاة الحالة النفسية للتلاميذ ومستوى وطريقة تحصيلهم للمعارف.»
لذلك كان لابد على هذه اللجان الولائية المكلفة بوضع المواضيع أخذ الظرف الاستثنائي بعين الاعتبار في السياق العام الذي عاشته الأسرة التربوية في السنة الدراسية.
 أضاف الخبير التربوي، بلال بن زهير، أن استكمال البرنامج في السنة الحالية غير مطروح نهائيا، لأن كلمة تكييف البرنامج مع الوقت معناه برنامج مستحيل الاستكمال، فالفرق الموجود هو بين طبيعة شهادة البكالوريا وشهادة التعليم الابتدائي والمتوسط.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024