تعتمد على نتائج تحليل «بي - سي - آر»

الأرقام المعلنة لا تترجم الواقع الوبائي

سعاد بوعبوش

أكّد البروفيسور رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة ورئيس المخبر المركزي بالرويبة كمال جنوحات، أنّ الأرقام المعلن عنها من طرف اللجنة العلمية لمتابعة ورصد فيروس كورونا لا تعبر عن الواقع، بسبب اعتمادها فقط على تحليل الكشف عن «كوفيد-19» «بي - سي - آر»، بناءً على توصيات المنظمة العالمية للصحة وإهمال باقي التحاليل كالسكانير والتحليل الجيني.
أوضح البروفيسور جنوحات أن المعطيات العلمية مهمة جدا لأخذ الاحتياطات والتحضير لما هو أسوء، مشيرا إلى أن الحالات المعلن عنها عن طريق «بي - سي - آر»، رقم حقيقي يعبّر عن الحالات التي تصل اللجنة العلمية من طرف المستشفيات أو المخابر المرتبطة معها عن طريق الأرضية، لهذا يجب عدم التعتيم عليها أو تسييسها من أجل تفادي التهويل.
ونفس الأمر ينطبق على الوفيات، فالعدد المعلن عنه هم فقط من ثبت إصابتهم بـ «بي - سي - آر»، في حين هناك الكثير من الوفيات ثبت إصابتهم بالاختبار الجيني، وهذا واقع عاشته الكثير من المستشفيات، فالأرضية تحاكي أرقاما فردية وأحيانا تشير إلى صفر وفاة في حين أن الواقع عكس ذلك، وقد يصل إلى 20 حالة وفاة.
وتساءل رئيس المخبر المركزي بالرويبة عن مصير الحالات التي تسجل على مستوى المخابر غير المعتمدة، داعيا إلى تجاوز كلمة «معتمد»، وأن الظرف لا يسمح والجهات الطبية تحتاج إلى نظرة شاملة تعكس الواقع، خاصة وأن اختبار الجينات سهل وغير معقد، كما أن الاعلان عن 100 إصابة أو أكثر بقليل تجعل المواطن يشعر بالراحة ويتراخى في أخذ احتياطاته.
في هذا الاطار، دعا المتحدّث إلى اعتماد الطريقة السّابقة، وذلك بالإعلان عن حالات المسجّلة بـ «بي - سي - آر» ، وعن طريق السكانير والتحليل الجيني، من أجل المقارنة وإعطاء صورة شاملة عن الوضع من أجل اخذ الاحتياطات اللازمة.
وأوضح البروفيسور جنوحات، أنّ ذكر الرقم الحقيقي ليس عيبا ولا انتقاصا من منظومتنا الصحية، خاصة مع تنامي انتشار السلالات المتحورة وتطور طريقة الكشف عنها من خلال التحديد الجيني عن طريق «بي - سي - آر»، فبمجرد تحليل الجينات والتوصل إلى جينة سلبية واثنتين (2) جينتين ايجابيتين يمكن الحديث أننا أمام سلالة متحورة.  
في هذا السياق، أشار المتحدث إلى أنه هناك مطالب باحتساب الحالات المسجلة على مستوى المستشفيات ايجابيا ولو بجهاز السكانير، قائلا: «ليس عيبا أن نقول كم لدينا من حالة إصابة حتى لو كانت ألف».
وأكّد رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة، أنّ التقنيات تطوّرت دون اللجوء إلى التسلسل الجيني، ويمكن تحديده من خلال الانطلاق من خصوصية كل سلالة من المتحورات، فبمجرد التأكد من إيجابيتها يمكن تحديد أي نوع، وهي تقنيات بإمكان معهد باستور اقتنائها بما أنه هيئة عمومية، داعيا إلى تجاوز الاجراءات الادارية في هذا الظرف الاستثنائي بإطلاق مناقصة قبل إبرام أي صفقة في هذا الخصوص وغيرها، بل التحرك بتعليمة استثنائية للتكيف مع الوضع.
ويرى المتحدّث أنّ تسيير الوضع الوبائي في الجزائر شابهه منذ البداية نقصا مقارنة بدول العالم، بحيث كان من المفروض تنصيب عدّة لجان كل واحدة فيها تكلف بمهام معيّنة، فمثلا اللّجنة العلمية هي موجّهة للتنسيق مع السلطات العليات للبلاد، لجنة متابعة اللقاح، لجنة متابعة الأعراض، لجان جهوية وهكذا.
في المقابل، أشار البروفيسور جنوحات إلى أن ترك اللجنة العلمية لمراقبة ورصد فيروس كورونا تسير كل شيء جعلها لا تؤدي دورها كما يجب، كما أن الخلية العملياتية للتحري ومتابعة التحقيقات الوبائية كان يجب أن يبدأ دورها مع بداية الحالة الوبائية، فعند الوصول للمرحلة الثالثة يعني أن العدوى انتشرت، فالمطلوب من هذه الخلية في هذه الحالة هو الأرقام.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024