استعمال التكنولوجيا لكســر المرجعيات

الجزائـــر تعيــش محاولــة السطــو علــى تاريخهــا

حياة. ك

تواجه الجزائر محاولة السطو على ذاكرتها، من خلال حروب الإرباك التي تشن لكسر مرجعياتها، ومحاولة، من خلال الجيل الرقمي، طمس الثقافة وتكسير المرجعيات، بحسب ما أكدته الدكتورة مريم ضربان أستاذة الإعلام والاتصال بجامعة تيبازة.
حللت الأستاذة ضربان علاقة التكنولوجيا بالذاكرة قائلة، إنه بسبب التكنولوجيا نعيش سطواً على الذاكرة البيولوجية قبل الذاكرة التاريخية، وصرنا نعاني اليوم من حروب سياسية بالتوظيف السلبي للذاكرة والجزائر تعيش اليوم ما يسمى بـ «الابتزاز التاريخي» على تاريخها وذاكرتها.
عمدت الأستاذة ضربي في ردها على سؤال حول علاقة التكنولوجيا بالذاكرة الذي طرح عليها، أمس، بضيف جريدة «الشعب»، إلى إبراز خطورة الاستعمال السلبي للتكنولوجيا من قبل فرنسا للتشويش والتغليط. فالتكنولوجيا اليوم ـ كما قالت ـ تعبث على أكثر من صعيد، حيث أنه تم استعمال تقنية «الفوتوشوب» للعب بصور الشهداء، كالعربي بن مهيدي والأمير عبد القادر.
وليس هذا فحسب ـ تضيف ـ حيث أصبحت تنشر أخبار لشهداء بصور ليست لهم، وهذا ما يسمى بالمغالطة، أو التضليل التاريخي. تجد في الأنترنت مقالا متعلقا بالشهيد زيغوت يوسف ملفقا بصورة للفقيد محمد الصديق بن يحي.
وتدق المتحدثة ناقوس الخطر، حين تقول إن الجيل الرقمي «جيل زاد»، الذي ينشأ على التكنولوجيا، لا توجد لديه ثقافة المرجعيات. وحروب الإرباك التي تشن من خلال استعمال التكنولوجيا، ترمي لكسر مرجعيات هذا الجيل، حتى يستلهم ثقافته وتعامله مع الآخر الذي صار شبيها، من المدرسة، الجامعة والمسجد، وهذه مؤسسات التنشئة الاجتماعية. والطامة الكبرى أن هذا الجيل صار ينهل ثقافته من مواقع التواصل الإجتماعي، التي ترسخ في ذاكرته صورة الغلط «مفلترة» عن الأمير عبد القادر.
كما تم «فلترة» صور الشهداء لهدف خبيث، لو قرأت من منظور فلسفي- تقول ضربي- الشهداء لا يحتاجون سياق الموضة، هم أصلا كانوا في مجال حربي، يحتاجون أن تزهر عليهم تلك النتوءات والندوب التي تبين حالتهم العنيفة مع قضية جادة.
قالت المتحدثة، إن هذا التنعيم والتجميل و»الفلترة «جعلنا لا نقبل أشياءنا الحقيقية حتى انتقلت إلى الافتراض، وذلك يعتبر انتهاكا لذاكرتنا التي تتقبل المعاناة. وتريد فرنسا أن تضرب من خلال التكنولوجيا هذه المعاناة، حتى تتربى الأجيال الناشئة على الجماليات، ونلجأ الى «الحمام والسلام».
تريد فرنسا المصالحة بين الذاكرات حتى «ننسى حقنا في المطالبة باعتذارها»، تريد أن تذهب ابتسامة الشهيد العربي بن مهيدي وهو على مقربة من الموت بكاريزما، من مخيال هذا الجيل، هذه التكنولوجيا «يجب محاربتها بقوة» تؤكد المتحدثة، لأن بواسطتها يتم السطو على الذاكرة والتاريخ.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024