السفير الأسبق حسين مغلاوي:

مبادئ الدبلوماسية الجزائرية من مبادئ ثورتها

حياة. ك

 

 

 

أدت الدبلوماسية الجزائرية وما تزال دورا هاما في الدفاع عن الشعوب المكافحة، من أجل استرجاع حريتها وسيادتها الوطنية، وفي حل النزاعات، بدون أن تحيد عن المبادئ الأساسية الثابتة التي رسخها بيان أول نوفمبر 1954، وفقا لما أكده السفير الأسبق حسين مغلاوي من منتدى «الشعب».

استعرض حسين مغلاوي، من منتدى جريدة «الشعب»، أمس، المسار الذي اتخذته الدبلوماسية الجزائرية، قائلا إن مرحلة التفكير بدأت سنة 1927 مع مصالي الحاج، وتبلورت فكرة استقلال الجزائر ووجوب أن يبنى على قاعدتين أساسيتين، وهما تنظيم الشعب في الداخل، والقيام بنشاط في الخارج.
أوضح السفير الأسبق، أن الدبلوماسية الجزائرية استمدت مبادئها من مواثيق الثورة التحريرية، التي نص عليها بيان أول نوفمبر 1954،  وميثاق مؤتمر الصومام 1956. وذكر أن الدبلوماسية الجزائرية انتقلت إلى مرحلة حاسمة في تاريخها من خلال مؤتمر «باندونغ» في 1954، باعتباره أول تجمع «أفرو-آسيوي»، أثبت فيه كل من آيت أحمد ومحمد يزيد آنذاك براعتهما الدبلوماسية في إيصال صوت الجزائر إلى المحافل الدولية، وأول مرحلة تخرج فيها القضية الجزائرية لتطرح على المستوى الدولي.
وأشار إلى أن الأرضية تم تحضيرها سنة 1953، حين زار وفد جزائري قارة آسيا في إطار مؤتمر البلدان الإشتراكية.
وواصل مغلاوي الحديث عن المراحل التي مرت بها الدبلوماسية الجزائرية، حيث أنشأت جبهة التحرير الوطني، بعد مؤتمر باندونغ وبالتحديد سنة 1955، مكتبا بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، متكونا من كل من السياسيين المحنّكين حسين آيت أحمد، محمد يزيد وعبد القادر شندرلي، حيث قاموا بفتح وتسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال هيئة الأمم المتحدة، في الوقت الذي حاول الاستعمار الفرنسي إقناع الدول أن ما وقع سنة 1954 (اندلاع الثورة التحريرية)، شأن داخلي لفرنسا التي كانت تعتبر الجزائر مقاطعة تابعة لها.
ودافعت الدبلوماسية الجزائرية بكل قوة عن قضيتها الأساسية المتمثلة في الاستقلال، ورافعت من أجل رفض قيام فرنسا بتجاربها النووية في الصحراء الجزائرية وذلك منذ سنة 1959، حيث تم التصويت على منع القيام بهذه التجارب المدمرة.
مبادئ ثابتة في السياسة الخارجية سارية لحد اليوم
انتقل مغلاوي بعدها للحديث عن أول قمة للوحدة الإفريقية التي نظمت سنة 1964، وتم خلالها المصادقة على لائحة مهمة، التي تضمنت أمرين أساسيين: الأول، يتعلق بالحدود الموروثة عن الاستعمار التي تعتبر مقدسة. والأمر الثاني يتعلق بالقارة الإفريقية وخلوها من الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية أدت دورا أساسيا في منظمة الوحدة الإفريقية، لاسيما في مسألة ترسيم الحدود. ولفت مغلاوي، أن الرئيس الراحل هواري بومدين، هو الذي أسس مبادئ الدبلوماسية الجزائرية التي بقيت لحد الآن، فيها تغييرات طفيفة، لكن المبادئ الأساسية بقيت ثابتة، أهمها مساعدة الشعوب المكافحة من أجل استرجاع حريتها، احترام السيادة الوطنية للدول ومحاربة العنف. كما أن الجزائر، أدت في فترة حكم الرئيس الراحل بومدين دورا رياديا في العالم الثالث، فناضلت من أجل إرساء نظام اقتصادي «جديد» آنذاك، حيث ترأس سنة 1973 منظمة عدم الانحياز، التي انضمت إليها الجزائر سنة 1961.
وأشار إلى أن ميثاق 1976 تضمن مبادئ ماتزال تسير عليها الجزائر لحد الآن. مضيفا أن وزير الخارجية في عهد هذا الرجل، بقي في منصبه لمدة 13 سنة، بينما تغيرت الأمور في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، حين وقع - مثلما قال - نوع من الانفتاح، فتغيرت الدبلوماسية الجزائرية، حتى أن وزير الخارجية حينها كان يتغير كل بضع سنوات. بدون أن ينسى المتحدث الدور الهام في الوساطة الذي لعبته الجزائر من خلال وزيرها للخارجية المرحوم محمد الصديق بن يحى، في حل العديد من النزاعات مثل الحرب بين إيران والعراق.
وأبرز أن الجزائر تمكنت، بفضل حنكتها الدبلوماسية، من خلال التفاوض مع الطرف الإيراني، من إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، ثم دخلت الجزائر في التسعينيات من القرن الماضي في ظروف أمنية صعبة، وبالرغم من ذلك بقيت وفية لمبادئها الدبلوماسية، وكلمتها مسموعة لحد الآن، بدليل المساعي الحميدة التي قامت بها لحل النزاعات الإقليمية، على غرار أزمة مالي وليبيا وحتى تونس.


 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024