قانون 2012 ثورة ثانية في الصحافة الوطنية

دعم الصحافة ضمان لحق المواطن في المعلومة

أمين بلعمري

اعتبرت الدكتورة وهيبة بلحاجي الأستاذة بالمدرسة العليا للصحافة، المتخصصة في التشريعات والقوانين الإعلامية، أن الجزائر تمتلك ترسانة قانونية متعلقة بالممارسة الصحفية. وأضافت، أن قانون الإعلام لسنة 2012 كان بمثابة ثورة ثانية في المجال، بعد تلك التي أحدثها قانون 1990، خاصة أنه نصّ - أي قانون 2012 - على ضرورة دعم الصحافة الوطنية ماديا للحفاظ على بقائها. في السياق ذاته، تطرقت الأستاذة بلحاجي إلى التعديل الدستوري لسنة 2016 وإلى المادة 50 منه تحديدا، مؤكدة أنها نصت على شيء غاية في الأهمية وهي أن حرية الصحافة بكل أنواعها حق مضمون دستوريا.

أما عن دعم الصحافة المكتوبة فقد أكدت الأستاذة بلحاجي، لدى استضافتها في ركن «ضيف الشعب» - بمناسبة اليوم الوطني للصحافة- أنه لابد من التفكير في تسريع بعث صندوق دعم الصحافة المكتوبة، سيّما وأن هذه الأخيرة تعيش أوضاعا مالية صعبة تستلزم تدخل الدولة للحفاظ عليها من الاضمحلال. وأضافت أن هذا الدعم يقع في صميم ضمان حق المواطن في الحصول على المعلومة.
يبدو أن هناك إجماع لدى المختصين في مجال الإعلام والاتصال والممارسين لمهنة الصحافة، على أن تدخل الدولة لإنعاش الصحافة الوطنية ضرورة ملحة، بالنظر الى الصعوبات المالية التي تعيشها بسبب تراجع مداخيل الإشهار وخاصة الصحافة المكتوبة التي تلقت القسط الأكبر من هذه الصدمة المالية. ويكفي للدلالة على ذلك العدد الهائل من اليوميات والأسبوعيات التي أغلقت أبوابها منذ 2014، أي منذ بداية الأزمة المالية، الذي بلغ 60 عنوانا وأن الكثير من العناوين المتبقية ليس وضعها أفضل لأنها ستلقى نفس المصير إن لم يتم نجدتها قبل فوات الأوان.
لقد جاءت رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة بردا وسلاما على أسرة الصحافة الوطنية عموما وعلى الصحافة المكتوبة خصوصا، كونها أعطت بصيصا من الأمل لهذه الأخيرة في البقاء على قيد الحياة ومواصلة أداء وظيفتها الإعلامية والحفاظ على خطها الافتتاحي، بعيدا عن أي ضغوط أو إملاءات.
الأكيد أن دعم الصحافة الوطنية والعمل على تقويتها من خلال إنشاء آليات الضبط وصناديق الدعم، هذا الأخير الذي يمكن أن يساهم في دفع عجلة التكوين والرسكلة في مختلف المؤسسات الإعلامية، كما من شأنه التأسيس لصحافة وطنية قوية قادرة على استعادة المساحات الكبرى التي احتلتها وسائل إعلام أجنبية، تحولت بمرور الوقت إلى المصدر الوحيد يستقي منه المواطن الجزائري المعلومة حول ما يحصل في بلاده ومرات حتى في حيه أو دشرته الصغيرة المعزولة وهذا شيء إيجابي، لكن الكل أصبح يعلم أن مهمة وسائل الإعلام ليست فقط التزويد بالمعلومة ولكن صناعة الرأي العام كذلك، حتى نضمن رأي عام وطني يكون مواليا لوطنه ومنخرطا فيما يحصل في بلاده. هذه مهمة تتحملها الصحافة الوطنية، لكن لا يمكنها القيام بها إلا إذا تم تزويدها بالإمكانات المادية والمعنوية اللازمة التي تمكنها من منافسة إمبراطوريات إعلامية أصبحت قادرة على قولبة الرأي العام وفق أجندات محددة؟.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024