طلبة جامعة سطيف 2 يشيدون بمبادرة جريدة «الشعب» وجامعتهم

جمعتها: حبيبة بن يوسف

مبادرة جريدة «الشعب» التي حلت ضيفة على جامعة الأمين دباغين سطيف 2 لقيت تجاوبا واستحسانا كبيرين من طلبة الجامعة، وبالخصوص طلبة أقسام التاريخ والإعلام والاتصال، الذين حضروا «منتدى جريدة الشعب» وتوافدوا بقوة للمشاركة والاستفادة من المداخلات والمحاضرات القيمة التي ألقاها الأساتذة .
كما شارك الطلبة في النقاش حول مجازر الثامن  ماي 1945، في الشق الأكاديمي، مع التركيز على تصنيف هذه المجازر بعد المداخلة القيمة للبروفيسور دحو فغرور من جامعة وهران، ومداخلة أستاذ القانون الدولي الخير قيشي الذي يشغل منصب مدير الجامعة.

- الطالب أسامة بوقرن: جريدة «الشعب» ملك للشعب و تتابع الأنشطة التاريخية على الدوام
أسعى إلى مذكرة جماعية مع زملائي الطلبة حول أحداث الثامن ماي،
أسامة بوقرن طالب في السنة الثانية قسم تاريخ، إعتبر أن هذه الجرائم حدث تاريخي يعني له الكثير وساهم في تغيير مسار الكفاح الشعب الجزائري وكان حدا فاصلا في التفكير الجدي للشعب الجزائري في انتزاع استقلاله، باعتبار أن تلك الأحداث كانت القطرة التي أفاضت الكأس.
وأضاف أسامة أن أحداث الثامن من ماي لم يعط لها بعد الحق الكامل في التدوين التاريخي، واعتبر أن الأمر واجب و ضرورة حتمية يجب أن يتبناها الشباب أبناء الوطن وخاصة أبناء منطقة سطيف والولايات التي شهدت تلك الأحداث، وهذا من خلال الأعمال السينمائية، التسجيلات الحية، وشهادات من عايشوا تلك الفترة.
واعتبر المتحدث أنه بصفته شابا جزائريا وطالبا في قسم التاريخ، فإنه من المستلزم عليه إزاحة الغبار عن بعض الإشكاليات المطروحة من خلال الإجتهاد والبحث مع الإستعانة بالمخابر الجامعية والدعم الذي يقدمه الأساتذة مع تعميق البحث بالجهد الفردي والإطلاع على ما كتب في العالم حول هذه الأحداث.
وختم أسامة حديثه بنظرة مستقبلية يطمح من خلالها إلى إيجاد أرضية تتوافر على هياكل ودعم مادي من أجل إنجاز مذكرة جماعية مع زملائه الطلبة بالإستعانة بالمقالات التاريخية وبلورة الأفكار من أجل عمل جماعي قيّم. كما ثمّن مبادرة جريدة «الشعب» باعتبارها إحدى وسائل الإعلام التي تتابع على الدوام الأنشطة التاريخية معتبرا أن جريدة «الشعب» هي ملك للشعب وهي من بين الداعمين لمثل هذه الندوات العلمية والتاريخية.
- الطالب خالد طلي: «علينا استرجاع أرشيفنا لما له من أهمية في معرفة الحقائق وكتابة التاريخ»
الطالب بالسنة الثالثة تاريخ عام، خالد طلي من ولاية جيجل، اعتبر مجازر الثامن ماي 1945 بمثابة الذكرى الأليمة والعار على جبين فرنسا الإستعمارية وكل من دعمها وساندها آنذاك، مضيفا أنها أحداث بعيدة عن الإنسانية تسببت في ظلم كبير وبشاعة راح ضحيتها أطفال ونساء وشيوخ عزل.
مجازر 8 ماي ـ حسب المتحدث ـ لا يمكن القول إنها لم تنل حقها في التدوين التاريخي، لكن باعتبارنا جزائريين ضحية هذه المأساة لا نزال نطمح إلى المزيد من البحث و نفض الغبار على ما حدث، لأنه من جانب اهمية تاريخنا وحجمه كأمة نعتبر ان ما قيل وكُتب قليل، ولا تزال دوائر البحث من طلبة وأساتذة بحاجة إلى معلومات، معتبرا أن ما كشفت عنه الصور وبعض الأرشيف يبقى شحيحا و قليلا لتوفى تلك الأحداث نصيبها.
ودعا الطالب خالد طلي إلى ضرورة استرجاع أرشيف الجزائر من فرنسا لما له من أهمية تاريخية في البحث و إماطة اللثام عن الكثير من الحقائق التي لا تزال خفية، بالرغم من كل ما كتبه الأوربيون حول أحداث 8 ماي 1945، باعتبار أن التاريخ يكتب بالأدلة والشهادات والأرشيف.
وعن مستقبله كطالب، أكد المتحدث أنه سيكون له تفرعات في تاريخ الجزائر، وسيكون له أيضا شرف كبير لحب وطنه والاعتزاز بكفاح الاجداد، وذلك بالتفكير في القيام بدراسات في منطقته بولاية جيجل وبكل مناطق الوطن  لتكون مذكرة تخرجه حول 08 ماي، لأنها احداث غيرت نظرة الشعب إلى نفسه وافتك بذلك استقلاله بكفاح كانت شعلته الأولى أحداث سطيف قالمة وخراطة، ودعا الطلبة إلى الإهتمام بالتاريخ وكتابته كل في منطقته.
_ الطالبة سالم أشواق: «الاهتمام الإعلامي عنصر هام في تدوين التاريخ والتعريف به»
سالم اشواق طالبة اعلام اتصال سنة 3 بجامعة سطيف 2 ، إعتبرت هذه المجازر هي تاريخ ينحني له التاريخ وستبقى مسجلة في الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري وللإنسانية جمعاء، وهي أحداث  شاركت فيها كل فئات المجتمع من رجال ونساء وشيوخ وأطفال .
واعتبرت أشواق أن بعض تلك المجازر  فقط حظيت بالتدوين التاريخي والبعض  الآخر لا، كما طرحت الطالبة إشكالية التسمية التي لم تتوحد بعد  فهناك من يسميها مجازر والبعض الآخر يسميها احداث، في حين يعتبرها البعض انتفاضة شعبية ضد القهر والظلم.
وأضافت المتحدثة أنها كشابة جزائرية وكطالبة في قسم الإعلام والإتصال ستسعى الى التعريف بثوراتنا والأحداث الهامة التي عاشها الشعب الجزائري، لأن الإهتمام الإعلامي يعد عنصرا هاما في تدوين التاريخ و التعريف به و فتح مجالات للبحث، وتفكر أشواق في إنجاز بورتريه حول هذه المجازر ونشره في وسائط التواصل الإجتماعي التي تعدّ إحدى الوسائل الفعالة للتعريف بتاريخنا و بهمجية الإستعمار الفرنسي للعالم.
- الطالبة نور الهدى عيبود: أحداث 08 ماي نالت نصيبها في التعليم والإعلام لكنها تفتقر للمراجع والكتب
نور الهدى عيبود طالبة الاعلام والاتصال سنة ثالثة أشادت بمبادرة جريد الشعب التي كانت ضيف ولاية سطيف عشية الإحتفال بذكرى الثامن من ماي، واعتبرت تلك الأحداث جريمة شنعاء ويوما وطنيا بقي في الذاكرة وسيبقى لأجيال أخرى.
واعتبرت نور الهدى، أن الأحداث نالت نصيبها في التعليم بمختلف أطواره كما نالت نصيبا كبيرا من الإعلام والتعريف بها لكنها تبقى تفتقر إلى الكتب والمراجع، وهو ما يحتاجه الطالب وجيل اليوم في أبحاثه، وإعتبرت الطالبة نور الهدى أن الإعلام يجب أن يهتم بهذا الجانب من خلال تشجيع الكتابة وكتاب التاريخ من أجل ترك رصيد للأجيال القادمة.
وثمنت المتحدثة المبادرة القيمة بمنح الطلبة فرصة المشاركة في منتدى جريدة «الشعب» لأول مرة بتنقله إلى جامعة سطيف، معتبرة أن مثل هذه المبادرات يجب أن تكون بكل جامعات الوطن وعلى وسائل الإعلام أن تتقرب من الجامعة في الشقّ الأكاديمي لتشجيع البحث وكتابة التاريخ.
- الطالب هشام سراج: أحداث 8 ماي لم تنل نصيبها والدليل عدم إعتراف فرنسا بها إلى حدّ الآن
هشام سراج  طالب قسم التاريخ من قصر الأبطال ببلدية عين ولمان جنوب سطيف، وصف مجازر الثامن  ماي بالجريمة الأخلاقية في حقّ الشعب الجزائري، خاصة وأنها خديعة جاءت بعد وعد للشعب الجزائري.
واعتبر هشام أن مجازر الثامن ماي لم تحظ بأي اهتمام بدليل أن فرنسا لم تعترف بها لحد الآن، ومن الضروري البحث والتعريف أكثر بها وإعادتها إلى واجهة النقاش التاريخي في الجزائر وفي العالم، لأن ما حدث ليس بالأمر الهين.
ويستعد هشام لإعداد مذكرة تخرجه حول أحداث الثامن ماي وذلك بكتابة الشهادات الروائية لمن عايشوا الحدث، وتدوين شهادات شهود العيان لإبراز حقيقة ما حدث بهدف دفع فرنسا عاجلا أم آجلا للإعتراف بما إقترفته في حق الشعب الجزائري.
واعتبر المتحدث، أن دور وسائل الإعلام يعد  محوريا للتعريف بهذه المجازر للعالم وإعادتها إلى واجهة الأحداث بنقاش كبير يساهم فيه الجميع من أساتذة وطلبة وصحافة ومجاهدين وسكان القرى والمداشر التي عاشت همجية تلك الأحداث.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024