أكّدت حركة “حماس”، استشهاد القائد العسكري في كتائب “القسام” محمد السنوار، بعد إعلان جيش الاحتلال الصّهيوني اغتياله في ماي الماضي.
نشرت “حماس” في وقت متأخّر، السبت، صورا تذكارية لقادتها الشّهداء، رئيس المكتب السياسي السابق لحماس إسماعيل هنية، ويحيى السنوار الذي انتخب خلفا له، وقائد هيئة أركان كتائب “القسام” محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى، وقائد لواء غزة باسم عيسى.
كما تضمّنت كلا من القائد في كتائب “القسام” محمد السنوار، وقائد لواء خان يونس رافع سلامة أبو محمد، وقائد القوى البشرية رائد ثابت أبو محمد.
وتعد هذه أول مرّة تنشر فيها “حماس” صورا لمحمد الضيف، الذي مثَّل على مدار 20 عاما لغزا غامضا للكيان الصّهيوني، وأعلنت الحركة اغتياله بهجوم للاحتلال في 30 جانفي الماضي.
كما بثّت كتائب القسام، عبر تلغرام، فيديو كليب مدته دقيقتين ونصف، بعنوان “سيِّد الشّهداء” من أداء الجوقة العسكرية.
وتضمّن الكليب صورا ومقاطع مصوّرة تُعرض لأول مرة، وأنشودة بعنوان “أنت هنا في أرضنا كجذورنا الأنقى.. مثل المآذن ظلنا والضيف إن يرقى”.
الكليب اشتمل كذلك، على مشاهد لعناصر مدجّجة بالسلاح من كتائب “القسام”، وعمليات قصف من غزة على الكيان الغاصب، وحشود فلسطينية في المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة، فضلا عن جانب من عملية “طوفان الأقصى”.
يُشار إلى أنّ محمد السنوار، هو الشقيق الأصغر للشهيد يحيى السنوار، ورجحت وسائل إعلام صهيونية أنه من قاد كتائب “القسام” في قطاع غزة بعد استشهاد محمد الضيف، حيث كان من أبرز القادة العسكريّين في الكتائب، خلال السنوات الماضية.
أعلن جيش الاحتلال اغتياله لمحمد السنوار، خلال غارة على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة في 13 ماي الماضي.
كان محمد السنوار قد نجا على الأٌقل من 6 محاولات اغتيال صهيونية طيلة مسيرته في المقاومة، التي امتدت لأكثر من 30 عاما، علما أنه تعرّض للاعتقال في شبابه من قبل الاحتلال الصّهيوني.
الاحتلال يعلن اغتيال أبو عبيدة
من ناحية ثانية، أكّدت مصادر إعلامية صهيونية، أمس، أنّ المؤسسة الأمنية تلقت تأكيدا نهائيا بشأن اغتيال المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة “حماس”، المعروف باسم أبو عبيدة، وذلك في أعقاب هجوم شنّه الجيش الصّهيوني على قطاع غزة السبت.
كما أكّدت وسائل إعلام أخرى، أنّ قوات الاحتلال نجحت في اغتيال أبو عبيدة، أحد أبرز الوجوه الإعلامية للجناح العسكري لحماس، والذي لعب دورا محوريا في بثّ الرسائل العسكرية خلال حرب الإبادة الصّهيونية. وذكرت أنّ أبو عبيدة كان داخل مبنى قرب مخبز في حي الرمال بمدينة غزة لحظة استهدافه.
في وقت سابق، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في اجتماع الكابينت: “هاجم الجيش الصّهيوني أبو عبيدة، ونحن ننتظر النتائج”.
على مدار أشهر الإبادة الصّهيونية في غزة، ظهر أبو عبيدة بين الفينة والأخرى بالصوت والصورة، وأحيانا من خلال تسجيلات صوتية أو بيانات مكتوبة، متحدثا عن “عمليات نوعية” ينفذها مقاتلو “حماس” ضدّ جيش الاحتلال.
هذا، وأثار إعلان جيش الاحتلال الصّهيوني استهداف الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، الملقب “بالملثم” في غارة على مدينة غزة، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
وقد تباينت ردود الفعل على المنصات الرقمية، إذ رأى مغرّدون أنّ استشهاد أبو عبيدة -إن صحّ- فهو لن يكون الأول ولا الأخير من قادة “حماس”، الذين يقدمون أرواحهم منذ بداية الحرب، مشدّدين على أنّ المقاومة ما زالت مستمرة وصامدة وتتقدم رغم الخسائر.في المقابل، اعتبر آخرون أنّ الاحتلال يضخّم عبر إعلامه أي استهداف لأبو عبيدة، لما له من رمزية عالية في الوعي العربي، مؤكّدين أنّ الإعلام الصّهيوني موجّه بالكامل ويخضع لتوجيهات الأجهزة الأمنية والعسكرية.
حرب نفسيــة
أشار مغرّدون إلى أنّ مثل هذه الأخبار تأتي في إطار “الحرب النفسية”، حيث درج الاحتلال على ترويج شائعات عن اغتيال قادة المقاومة بهدف إرباكهم، ودفعهم وسياقاتهم الاجتماعية إلى سلوكيات معينة تتيح له جمع المعلومات تمهيدا لاستهدافهم.
أضاف مدوّنون أنّ قوات الاحتلال تستخدم “الحيلة القديمة ذاتها”، فكلما ارتكبت مجزرة بحق المدنيّين، سارعت لتسويق أكذوبة استهداف شخصية مقاومة لتبرير جرائمها، محولة دماء الأبرياء إلى مجرّد “أضرار جانبية”.
في المقابل، رأى نشطاء أنّ رحيل أبو عبيدة لن يغير المعطيات على الأرض، فالمقاومة صامدة ولا تزال تقدم البطولات، رغم استشهاد معظم قادة الصف الأول.