للعام الثالـث بلا دراســة

”إبـــادة تعليميـــة” صهيونية لطلاّب غزّة

تشهد معظم دول العالم هذه الأيام بداية العام الدراسي الجديد، بينما تحرم حرب الإبادة الصهيونية المستمرة منذ نحو سنتين طلاب وطالبات قطاع غزة من التعليم للعام الثالث على التوالي.
أضحت مدارس غزة بلا مقاعد دراسة ولا صفوف مدرسية، وتحولت إلى مراكز لإيواء نازحين قسريا أو أكوام من ركام، ما تسبّب في حرمان نحو 785 ألف طالب وطالبة من التعليم.
الطفلة جوري مهنا (9 أعوام) من مدينة غزة تحتفظ بعلبة أقلام ملونة في حقيبتها الصغيرة، رغم أنها لم تستخدمها منذ أكثر من عامين.
تقلّب جوري صفحات دفتر قديم، وترسم أحلامها بعودة الحياة إلى مقاعد الدراسة، قائلة: “أشتاق لمدرستيوصديقاتي..أريد أن أكتب على اللوح من جديد”.
تحاول والدتها تعويض هذا الانقطاع عبر تسجيل ابنتها في منظومة تعليم إلكتروني أطلقتها وزارة التربية والتعليم في غزة. لكنها تصطدم بواقع قاسٍ يتمثل في النزوح القسري المتكرر وانقطاع الكهرباء وضعف الإنترنت، تحت وطأة قصف صهيوني مستمر ضمن حرب الإبادة.

نحو 785 ألف محرومون من الدّراسة

 وفي 13 أوت الماضي، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، عبر منصة شركة “إكس” الأمريكية، إن مليون طفل بغزة محرومون من التعليم، ويعانون من صدمة نفسية عميقة.
ولا يقتصر الحرمان من التعليم على الأطفال فقط، بل يمتد ليشمل الطلاب كافة في مراحلهم الدراسية الابتدائية والثانوية والجامعية.
محمود أبو دف (18 عاما) كان على وشك إكمال مرحلة الدراسة الثانوية والالتحاق بالتعليم الجامعي، لكن الحرب الصهيونية دمرت حياته الدراسية كليا. وقال أبو دف: “للعام الثاني لم نتمكّن من تقديم امتحانات الثانوية العامة، ولا يزال مصيرنا مجهولا”. و«تحولت المرافق التعليمية إلى مراكز لإيواء النازحين الفارين من جحيم القصف “، كما أردف أبو دف.

جريمــة ممنهجـة

 مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، قال إن “الاحتلال الصهيوني يحرم للعام الثالث على التوالي نحو 785 ألف طالب وطالبة من الدراسة”. وأضاف: “كما يحرم 25 ألف معلم من حقهم الأساسي في التعليم، في جريمة ممنهجة يرقى أثرها إلى إبادة ثقافية وتعليمية”.
الثوابتة عزا الوضع الراهن إلى التدمير الواسع الذي طال البنية التحتية التعليمية بفعل العدوان المتواصل. وأضاف أن الأضرار المادية طالت أكثر من 95 بالمائة من مدارس قطاع غزة، فيما تحتاج أكثر من 90 بالمائة من المباني المدرسية إلى إعادة بناء أو إعادة تأهيل شامل.
وأفاد باستهداف الاحتلال بشكل مباشر 662 مبنى مدرسيا، أي ما يقارب 80 بالمائة من إجمالي المدارس. بينما صُنّفت 116 مدرسة أخرى متضررة، وهو ما أدى إلى حرمان نحو 140 ألف طالب إضافي من الالتحاق بمقاعد الدراسة، بحسب الثوابتة.

دمــــار شامــل

 وزاد بأنّ الحرب الصهيونية دمرت 163 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية كليا، و388 مؤسسة أخرى جزئيا، وتضرر 70 بالمائة من المدارس التي استخدمت ملاجئ لنازحين، ومحافظتا شمال غزة ورفح هما الأكثر تضررا بنسبة 100 بالمائة. واستطرد: “لم يتوقف الاستهداف عند البنية التحتية، بل امتد ليحصد أرواح 13500 طالب و830 معلما وطاقما تربويا، و193 عالما وأكاديميا وباحثا”. وهو ما وصفه الثوابتة بأنه “استهداف ممنهج للحق في التعليم وحرمان أجيال بأكملها من مستقبلها”.
وأكّد أن هذه الممارسات تمثّل “انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، واتفاقية حقوق الطفل، التي تضمن الحق في التعليم والحماية في أوقات النزاع”.
ودعا المجتمع الدولي إلى “تحرك عاجل لوقف هذه الجريمة، والعمل على محاسبة الاحتلال على جرائمه ضد الطلبة والمعلمين والبنية التعليمية”.
وفي 7 أوت الماضي، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية في بيان، إن هجمات الاحتلال على مدارس غزة ستعطل التعليم لسنوات عديدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19869

العدد 19869

الأحد 07 سبتمبر 2025
19868

19868

السبت 06 سبتمبر 2025
العدد 19867

العدد 19867

الخميس 04 سبتمبر 2025
العدد 19866

العدد 19866

الأربعاء 03 سبتمبر 2025