عرفت منافسات البطولة العربية لألعاب القوى، بروز العديد من الرياضيين الشباب، الذين نجحوا في رفع التحدي، والمساهمة في إثراء رصيد الجزائر من الميداليات، خلال هذه الدورة التي عرفت تنافسات شديدا، وهو ما يؤكد أن هناك العديد من المواهب، التي سيكون لها كلمة خلال المستقبل، بما أنها أصبحت الآن الرهان الأساسي للإتحادية، التي اعتمدت على عملية التشبيب، من أجل منح نفس آخر للمنتخبات الوطنية.
شاركت الجزائر في البطولة العربية لألعاب القوى، بعدد كبير من الرياضيين يتواجد منهم، الكثير من المواهب، التي أصبحت تزيّن سماء ألعاب القوى الجزائرية، وكانت البطولة العربية فرصة للجمهور الرياضي من أجل إكتشافها عن قرب، والتعرف على إمكانياتها، حيث تتوفر على قدرات جيدة، تسمح لها بمواصلة التألق والبروز في المستقبل.
المشاركة في البطولة العربية بالنسبة لهذه العناصر الشابة، في صورة عابد نسرين مثلا، هو أمر جيد لهم كرياضيين شباب، يشاركون في منافسة من هذا النوع من أجل ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، وهو الأمر الذي يجعلهم، يدخلون المنافسات الدولية مستقبلا بكل ثقة.
من بين العوامل المهمة التي يستفيد منها الرياضيون الشباب، من خلال المشاركة في منافسة من هذا النوع، من الجانب الفني هو الاحتكاك مع الرياضيين، من ذوي المستوى العالي، وهو ما يرفع مستواه الفني من جهة ويعرف أين يتواجد مقارنة بالمستوى العام، وهو ما يساعده فيما بعد، على ضبط عملية التحضير، على حسب الأهداف المسطرة ويعرف جيدا كيف يقوم بهذا الأمر.
المرور بهذه الظروف بالنسبة له كرياضي شاب، وهو المشاركة في حدث كبير من هذا النوع، يكسر حاجز الخوف والأكثر من هذا يمنحه الثقة، خاصة إذا نجح في الحصول على نتيجة جيدة، أو اقترب منها من خلال التواجد مع الأوائل، دون الحصول على ميدالية، هذا الأمر يساعده كثيرا، من الجانب النفسي من أجل مواجهة مختلف التحديات في المستقبل.
الاتحادية من جهتها، ومن خلال اللجنة الفنية، تعمل على مراقبة تطور مستوى الرياضي الشاب، خلال مشاركته في دورة كبيرة، من هذا النوع وبعد تقييم مشاركته، يتم وضع النقاط على الحروف معه، لأنّ المؤشّرات حينها تكون واضحة، إن كان من الرياضيين الذين يمكن المراهنة عليهم في المستقبل، وتوفير الإمكانيات اللازمة له من أجل البروز.
رعاية الأبطال الصاعدين ضروري من الناحية المادية، ومنافسة من هذا النوع فرصة للشركات المعروفة، برعاية الرياضيين من أجل إختيار الأفضل، ومن له الإمكانيات ليكون نجما مستقبليا، وهو الأمر الذي لم يعد صعبا الآن، بحكم الإمكانيات المتوفرة من الناحية التكنولوجية، والتي تحلل مستوى الرياضي وهامش تطوره.
البطولة العربية كانت فرصة لبروز أسماء، سيكون لها شأن كبير في المستقبل، على غرار تواتي وليد في 100 متر، وغامان نور مريم في 3000 متر موانع سيدات، إضافة إلى بن علواي هيثم عرفات في 800 متر رجال، وهومة سارة في 400 متر، دون نسيان وابا ليتيسيا في القفز الثلاثي.
القائمة طويلة ولكن الأمر الإيجابي هو الطموح الذي تحلّت به هذه المجموعة، من الرياضيين الشباب من أجل تشريف الراية الوطنية في هذا الحدث الرياضي، رغم أن هدفهم الأساسي كان الإحتكاك مع المستوى العالي.