بين حملات التشجير والحرائق

بلدية بودواو تشرع في إعادة غرس المساحات الغابية

بومرداس: ز ــ كمال

انطلقت، أمس، من بلدية بودواو وبالضبط بمرتفعات «سيدي حلو» الحملة الولائية للتشجير المتزامنة مع اليوم الوطني للشجرة تحت إشراف محافظة الغابات بالتنسيق مع السلطات المحلية والجمعيات الفعالة في مجال حماية البيئة، وتستمر إلى غاية 21 مارس المقبل من أجل تعويض الخسائر الكبيرة التي تتكبدها المساحات الغابية والأحراش جراء الحرائق، وأخرى تتعرض الى عمليات النهب والاعتداء في غياب الردع القانوني والرقابة.

أمام الخطر الداهم الذي تتعرض له سنويا المساحات الغابية والغطاء النباتي بولاية بومرداس المعروفة بغطائها الأخضر الممتد على طول الشريط الساحلي والسفوح الجبلية الداخلية كمنطقة بوزقزة قدارة، مرتفعات عمال، سوق الحد، بني عمران، اعفير وغيرها، تحاول محافظة الغابات بالتنسيق مع الهيئات المختصة استباق الزمن ومواكبة الجملة الوطنية للتشجير، وإعادة التشجير التي أطلقتها السنة الماضية وزارة الفلاحة والتنمية الريفية تحت شعار «شجرة لكل مواطن» في تحد لغرس 43 مليون شجرة تعداد سكان الجزائر، كان نصيب بومرداس 50 ألف شجرة كمرحلة أولى، في انتظار استكمال مشروع غرس مساحة ممتدة على 400 هكتار بمجموع أزيد 314 الف شجيرة في مدة سنتين حسب ما كشفت عنه المحافظة بالتعاون مع مجمع الهندسة الريفية.
عرف البرنامج الهام الذي أطلقته وزارة الفلاحة بداية مشجعة خاصة على مستوى ولاية بومرداس، التي شهدت إشراك فعاليات المجتمع المدني والجمعيات المهتمة بالبيئة، إلى جانب تلاميذ المدارس ومراكز التكوين من خلال تركيزهم في البداية على تشجير محيط المؤسسات العمومية والفضاءات العامة بالمدن.
فيما تكفّلت محافظة الغابات ومديرية المصالح الفلاحية بمحاولات لإعادة الغطاء الأخضر للمساحات الغابية التي أتلفت جراء الحرائق أو كانت عرض للاعتداءات سواء بتقطيع الأشجار أو بسبب التوسع العمراني الفوضوي على غرار ما شهدته غابة الساحل بزموري، لكن سرعان ما خفت صوت القافلة لأسباب متعددة منها جائحة كورونا التي لم تسمح بمواصلة البرنامج السنوي، لتقتصر في الأخير على بعض الحملات التطوعية المناسباتية.
أمام هذه المعادلة المتناقضة ما بين حملات التشجير التي تقابلها حملات الحرائق كل صيف، يتساءل أصدقاء البيئة ببومرداس والفلاحون المزارعون في شعبة انتاج الزيتون والأشجار المثمرة الذين يتعرضون سنويا لخسائر فادحة من ظاهرة الحرائق عن الاحتياطات المتخذة في هذا الجانب، وهل هناك مخطط وقائي فاعل لحماية هذه المكتسبات والحفاظ على المساحات المغروسة أم أن حالات العبث متواصلة لتفكرنا بزمن التشجير خلال العهد الاشتراكي؟ مع المطالبة بضمانات لعدم تكرار سيناريو حرائق سنة 2017 التي اتت على أزيد من 3300 شجرة زيتون منها 140 هكتار في مثلث بني عمران، عمال وسوق الحد حسب حصيلة الحماية المدنية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024