افتتح أشغال الجمعية العامة السنوية 44 “شلتر- إفريقيا“.. وزير السكن:

الرئيس تبــون جعل التعــاون الإفريقي خيارا استراتيجيــا

سعاد بوعبوش

 التزام بترجمة هذه الرؤية إلى مشاريع إستراتيجية كبرى تكرّس التكامل الإفريقي

بلادنا خصّصت غلافا ماليا لتمويل مشاريع تنموية ذات الطابع الاندماجي في بلدان القارة 

احتضان معرض التجارة البينية الإفريقية في سبتمبر يعزّز منطقة التجارة الحرّة 

توزيع 1,7 مليون وحدة سكنية ما بين 2020 و2024 سابقة من حيث الحجم والأثر 

فخورون بتجسيد هذه الإنجازات بأياد جزائرية..والحصــــول على السكن أولوية مطلقة للدولـــــــة

توفير إطار عيش كريم ولائق يعد حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي وترسيخ الكرامة الإنسانية 

تمكنا في ظرف قياسي من التحول من بلد مستورد إلى بلد منتج ومصدّر لمواد البناء 

قطاع السكن يساهم بـ 12.9% من الناتج الداخلي الخام 

منظومة متكاملة من الكفاءات والمؤسّسات الوطنيـــة

أكّد وزير السكن والعمران والمدينة محمد طارق بلعريبي، أمس، أنّ الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، جعلت من التعاون الإفريقي خيارا استراتيجيا وأحد الثوابت الراسخة في سياستها الخارجية والتنموية ما جعلها ملتزمة عبر مختلف المراحل بترجمة هذه الرؤية إلى مشاريع ملموسة تُكرّس التكامل الإفريقي وتجعل منه فضاء مشتركا منفتحا ومترابطا.

 أوضح بلعريبي في كلمة له بمناسبة انعقاد أشغال الجمعية العامة السنوية 44 لبنك التنمية «شلتر- إفريقيا»، هذا الالتزام ترجمته الجزائر  في البنى التحتية الهيكلية، عبر إطلاق مشاريع إستراتيجية كبرى من بينها طريق الوحدة الإفريقية الممتد على نحو 10 آلاف كلم، الذي يربط ست دول، والوصلة المحورية، للألياف البصرية، عبر الصّحراء التي تربط أيضا ست دول إفريقية وقد استُكمل منها أكثر من 2700 كم، فضلًا عن مشروع طريق تندوف-زويرات مع موريتانيا بطول 760 كم، فيما تتكامل هذه الجهود مع تطوير شبكات النقل البري والجوي الرامية إلى تسهيل حركة الأفراد والبضائع، بما يعزّز التبادلات التجارية ويرتقي بالتكامل الاقتصادي بين دول القارة.
وأكّد الوزير أنّ الجزائر خصّصت غلافا ماليا لفائدة الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، لتمويل مشاريع تنموية في البلدان الإفريقية، لاسيما تلك ذات الطابع الإندماجي أو التي من شأنها المساهمة الفعلية في دفع عجلة التنمية المستدامة في قارتنا.

“زليكاف“ ركيزة أساسية للنمو الشامل

 ووفاء لهذه المبادئ الراسخة، أشار بلعريبي إلى أنّ الجزائر جعلت من التعاون الإفريقي إحدى أولويات سياستها الخارجية، وهي تستعد اليوم لاحتضان موعد إفريقي هام، يتمثل في معرض التجارة البينية الإفريقية (IATF 2025) الذي ستحتضنه الجزائر من 4 إلى 10 سبتمبر 2025 في طبعته الرابعة، بما يعكس التزامها الملموس بتعزيز المبادلات التجارية البينية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية «زليكاف»، التي تُعد ركيزة أساسية للنمو الشامل والتنمية المستدامة في قارتنا، حيث يرتقب أن يعرف هذا الحدث مشاركة أكثر من 2000 عارض من 140 دولة، واستقبال أكثر من 35 ألف زائر، بما يعزّز مكانة إفريقيا في الساحة الاقتصادية العالمية ويفتح آفاقًا واعدة أمام التكامل والازدهار الجماعي.

“شلتر-إفريقيا“ محطة مفصلية

 وبالعودة إلى احتضان الجمعية العامة الاستثنائية في 2023، أكّد الوزير أنها شكّلت محطة مفصلية في مسار شركة الإسكان والمأوى الإفريقي «شلتر-إفريقيا»، حيث أسفرت عن تحويلها إلى بنك التنمية «شلتر-إفريقيا» برؤية جديدة وهيكل تنظيمي متطور، يواكب تحديات العصر ويعكس التطلعات المشروعة لشعوبنا في توفير سكن لائق وميسور التكلفة، وفي تحقيق تنمية حضرية عادلة ومستدامة عبر القارة السّمراء.
وأشار بلعريبي أنّ السكن اللائق والميسور التكلفة، يعد ركيزة أساسية في بناء المدن المستدامة وضمان استقرار المجتمعات، غير أن أكثر من ⅓ سكان المناطق الحضرية في العالم يعاني ظروف عيش صعبة في أحياء غير مهيكلة، ويزداد هذا التحدي حدة في إفريقيا، حيث تشير تقارير دولية إلى أنّ عدد سكان القارة مرشّح لأن يتضاعف بحلول عام 2050، ما يرفع الطلب السنوي من السكنات لتلبية احتياجات التوسّع العمراني، رغم ما تشهده إفريقيا من ديناميكية اقتصادية متجدّدة، وتوقّعات بارتفاع معدل النمو إلى 4,4% في أفق 2026، إلّا أنّ هذا المسار الإيجابي، رغم أهميته، لا يفي وحده بمتطلبات تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة 2030، والأجندة الإفريقية 2063.

الحصول على السكن أولوية مطلقة

 واستعرض بلعريبي بالمناسبة بعض ما حقّقته الجزائر من إنجازات في قطاع السكن، الذي يحتل مكانة مركزية في سياسات الدولة الجزائرية، باعتباره حقا أساسيا من حقوق المواطن وركيزة من ركائز العدالة الاجتماعية، حسب ما ينص عليه الدستور الجزائري، وجعلت الحصول على السكن أولوية مطلقة، باعتبار أنّ توفير إطار عيش كريم ولائق يُعدّ حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي، وترسيخ الكرامة الإنسانية، وتعزيز روح الانتماء لدى المواطن. وقال الوزير أنّ هذا التوجّه: «خيار استراتيجي جسّده رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، حينما أدرج السكن ضمن التعهدات الكبرى التي التزم بها أمام الشّعب الجزائري، مؤكّدا أنّ الدولة لن تدّخر جهدا في سبيل تمكين كل مواطن من العيش في مسكن محترم يليق به. وبموجب ذلك استطاعت الجزائر، خلال الفترة الممتدة من 2020 إلى 2024، بفضل توجيهات السلطات العليا للبلاد، أن توزّع ما يقارب 1,7 مليون وحدة سكنية بمختلف الصيغ، موزّعة عبر كافة ولايات الوطن في إطار التوازن الإقليمي، وهو إنجاز يُعدّ سابقة من حيث حجمه وأثره، وقد جرى تمويله بالكامل من موارد الخزينة العمومية، بما يعكس حجم الاستثمارات التي رصدت، وتجسّدت بأيد وخبرات جزائرية خالصة، بفضل منظومة متكاملة من الكفاءات والمؤسّسات الوطنية.

19 ألف مؤسّسة إنجاز مؤهلة ومصنفة و9.500 مهندس

 وأوضح الوزير، أنّ قطاع السكن في الجزائر أصبح يزخر اليوم بنحو 19 ألف مؤسّسة إنجاز مؤهلة ومصنفة، ويمتلك طاقة بشرية هندسية متميزة تضم حوالي 9.500 مهندس معماري معتمد، فضلا عن مكاتب دراسات عمومية متعدّدة الاختصاصات ذات خبرة معتبرة، إلى جانب أكثر من 11 ألف مرق عقاري معتمد و3 آلاف مهندس مدني معتمد. وبفضل رؤية إستراتيجية واضحة وإرادة قوية في تحقيق الاكتفاء الذاتي، تمكّنت الجزائر من التحوّل من بلد مستورد لمواد البناء إلى بلد منتج ومصدّر لها، فقد بلغ إنتاج الجزائر من الإسمنت نحو 42 مليون طن سنويا، إلى جانب 7 ملايين طنّ من حديد الخرسانة، وما يقارب 280 مليون م3 من الخزف، فضلا عن إنتاج 40 مليون طنّ من الآجر.
وحسب المتحدّث تعكس هذه الأرقام قدرة صناعية معتبرة، وخطوط إنتاج حديثة قادرة ليس فقط على تلبية احتياجات السوق الوطنية، بل أيضا على تموين المشاريع الكبرى في البلدان الإفريقية الشقيقة، مشيرا إلى أنّ هذه الديناميكية القوية في قطاع البناء والأشغال العمومية، مدعومة بتطوّر إنتاج مواد البناء الوطنية وتحقيق الاكتفاء بل والتوجّه نحو التصدير، في رفع مساهمة القطاع إلى نحو 12.9% من الناتج الداخلي الخام.
وذكّر الوزير بتعهدات رئيس الجمهورية أمام الشّعب، والتزام الدولة الجزائرية بإنجاز 2 مليون وحدة سكنية جديدة عبر كافة ربوع الوطن خلال هذه الفترة الممتدة من سنة 2025 إلى 2029، بما يشكّل امتدادا طموحا لما تحقّق في السنوات الماضية، وهو برنامج واسع النطاق لا يقتصر على الاستجابة لحاجيات السكن، بل يتعداها ليشكّل محرّكا حقيقيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ويرسّخ مبادئ الإنصاف والتوازن الجهوي.
وأشار بلعريبي في ذات السياق، إلى التفكير في إنجاز 47 قطبًا حضريا موزّعين عبر مختلف الولايات، كمشروع استراتيجي يرمي إلى إنشاء مدن عصرية حديثة، تدار وفق فكر عمراني جديد يستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة، ويراعي الطابع الاجتماعي والثقافي للجزائر وصياغة فضاءات حضرية متكاملة، تحتضن بنية تحتية حديثة، وتوفر خدمات نوعية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19823

العدد 19823

الثلاثاء 15 جويلية 2025
العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025
العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025
العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025