شهد الموسم الفلاحي الجاري بولاية الجلفة توسعا ملحوظا في نشاط تكثير البذور، حيث ارتفعت المساحات المزروعة من 900 هكتار في الموسم الماضي إلى 1200 هكتار هذا العام، يشرف عليها نحو35 فلاحا متخصصا في هذا المجال.
يركز الفلاحون في ولاية الجلفة بشكل رئيس على زراعة القمح الصلب، الذي يحتل مساحة تقارب 1000 هكتار من إجمالي المساحات، إلى جانب زراعة القمح اللين من صنف “ماعونة” والشعير من صنف “ريحان”.
وتشير التقديرات الأولية إلى إمكانية تحقيق إنتاج يصل إلى 44 ألف قنطار، مدعوما باستخدام بذور ذات جودة عالية أثبتت نجاعتها خلال الموسم الفارط.
إنشاء محطة توضيـب بذور محلية
واستجابة لطلبات الفلاحين المتكررة، كشف مصدر من مديرية المصالح الفلاحية بالولاية عن مساع حثيثة لتأسيس محطة محلية لتوضيب البذور، تهدف إلى إنتاج بذور ذات جودة عالية ومتوافقة مع خصائص التربة والمناخ المحليين.
وأكد المصدر أن المديرية على تواصل مستمر مع الوزارة الوصية لتفعيل هذا المشروع الاستراتيجي، الذي من شأنه تحسين جودة الإنتاج الزراعي وزيادة المردودية خلال المواسم المقبلة.
زيادة ملحوظة في مبيعات البـذور والأسمـدة
وسجل الموسم الفلاحي الحالي نموا معتبرا في مبيعات التعاونية المختصة، حيث ارتفعت مبيعات البذور إلى 28 ألف قنطار مقارنة بـ20 ألفا في الموسم الماضي، بينما تضاعفت مبيعات الأسمدة لتصل إلى 60 ألف قنطار مقابل 34 ألفا في الموسم السابق.
وأرجع مصدر مطلع لـ«الشعب”، هذا النمو إلى توسع المساحات المسقية، حيث يمتلك أغلب الفلاحين آبارا خاصة تتيح ريا منتظما، إلى جانب التساقطات المطرية الأخيرة التي عززت من آمال موسم فلاحي ناجح.
وكانت قد باشرت تعاونية الحبوب والبقول الجافة بولاية الجلفة استقبال أولى شحنات المحاصيل، وسط تحضيرات مكثفة لضمان سير حملة الحصاد والدرس بسلاسة، وتفادي حدوث أي طوابير أو عوائق.
وجهزت التعاونية الجرارات والآلات الحاصدة مسبقا، مع تخصيص فرق عمل تعمل بالتناوب على مدار الساعة لاستقبال المحاصيل في ثلاثة مراكز رئيسية شملت، وحدة مسعد، مطاحن أقروديف، والمخازن المركزية للتعاونية.
وكان لتعاونية الحبوب والبقول الجافة دور محوري في مرافقة الفلاحين، من خلال توفير مستلزمات الإنتاج من بذور وأسمدة، بدعم من الغرفة الفلاحية وبالتنسيق مع بنك الفلاحة والتنمية الريفية، الذي قدم تسهيلات في منح القروض الموسمية، خاصة عبر برنامج “القرض الرفيق” الموجه للفلاحين المنخرطين.