يتواصل برنامج الأسبوع البيئي الذي أطلقته مديرية البيئة لولاية بومرداس، تحت شعار “مكافحة النفايات البلاستيكية”، وهذا لليوم العالمي للبيئة المصادف لـ5 جوان من كل عام، بتنظيم جملة من الأنشطة والحملات التحسيسية والتوعوية التي مست عددا من الشواطئ والفضاءات الغابية بمشاركة مختلف الفاعلين من هيئات وجمعيات محلية ناشطة في المجال، تسعى إلى حماية المحيط السكني والايكولوجي.
شهد برنامج النشاطات الذي أعدته مديرية البيئة تسطير عدة فعاليات وحملات تحسيسية كانت بدايتها من شاطئ الصخرة السوداء ببلدية بومرداس، بتنظيم عملية تنظيف للشريط الساحلي وأعماق البحر من النفايات البلاستيكية بمشاركة عدد من الهيئات والجمعيات المختصة في المجال البيئي كالمحافظة الوطنية للساحل، وهي مبادرة مشجعة تسعى إلى التقليل من هذه الآفة الخطيرة التي تهدد الحياة البحرية والتنوع الايكولوجي، خاصة وأن مثل هذه المواد من قارورات وأكياس بلاستيكية تعتبر العدو الأكبر والخطر الأول الذي يهدد الأنظمة البيئية بسبب صعوبة التحلل والتلف لهذه المواد التي تعمر طويلا حسب الخبراء والمختصين.
كما توسعت الحملة لتمس عددا من الفضاءات الغابية والطبيعية عبر بلديات بومرداس، وهذا انطلاقا من غابة بوعربي ببلدية دلس التي تعتبر من أهم الوجهات والمقاصد الطبيعية بالمنطقة من قبل العائلات والزوار الباحثين عن الراحة، خاصة ونحن على أبواب موسم الاصطياف.
وشهدت العملية مشاركة واسعة لمختلف الفاعلين من جمعيات وأطفال مدارس وممثلي السلطات المحلية الذين ساهموا في جمع كميات هامة من النفايات البلاستيكية والمخلفات التي ترمى عشوائيا، وهي فرصة أيضا للقيام بعمليات تحسيس وتوعية بين المواطنين من أجل حماية مثل هذه الأماكن والمساحات الخضراء العديدة، التي تزخر بها بلديات الولاية وبدرجة متفاوتة من الاهتمام والعناية بسبب مشكل الحماية والصيانة الدورية.
هذا وتمثل هذه الحملات والمبادرات التطوعية فرصة هامة لإعادة ترسيخ ثقافة حماية البيئة ونظافة المحيط السكني وترقية معيشة المواطن التي تبقى غير مكتملة دون تحقق هذا المبدأ، خاصة في ظل التجاهل الكبير للجانب البيئي وضرورة انخراط المواطن وكل الفاعلين في إنجاح هذه الإستراتيجية التي لا تتحقق فقط بالعمل اليومي، الذي تقوم به مؤسسات النظافة المكلفة برفع النفايات المنزلية التي تجاوزت لوحدها إمكانات وقدرات البلديات التي تفتقد لمفرغات عمومية مراقبة، مما يضطرها إلى الاستنجاد بمراكز الردم التقني في كل من قورصو وزعاترة بزموري.
يجدر الذكر أن ولاية بومرداس بطابعها الغابي وشريطها الساحلي، الممتد على مسافة 89 كلم حسب التقديرات الأخيرة والتعديلات التي قامت بها وزارة البيئة، تملك فضاءات ومساحات طبيعية واسعة تقدر بـ 123 مساحة خضراء منها 102 مساحة مصنفة إضافة إلى 17 منطقة رطبة على مساحة، تصل إلى 955 هكتار ما بين سدود، حواجز مائية ومصبات وديان، مقابل عجز في عملية تسيير النفايات المنزلية المنتجة بكمية تصل إلى 884 طن يوميا يتم معالجتها على مستوى مركز الردم التقني لقورصو، الذي يستقبل 1800 طن يوميا منها 1200 طن من بلديات شرق العاصمة إضافة إلى مركز زعاترة بمعدل 250 طن في اليوم.