عزّزت ولاية البليدة قدراتها الإنتاجية للماء الشروب بإنجاز أربعة أنقاب مائية جديدة في بلديات تعاني من عجز في التزود بهذه المادة الحيوية، حيث أدخلتها حيز الخدمة قبل حلول فصل الصيف الحالي، كما قامت بإعادة تأهيل أنقاب أخرى مما سمح برفع الكمية المنتجة بأزيد من 300 ألف متر مكعب يوميا.
شهدت الأشهر الأخيرة حفر أنقاب تعويضية في العديد من البلديات على غرار واد العلايق، العفرون، بوفاريك ومفتاح، بحسب ما بلغنا من مسؤولة الإتصال لمؤسسة الجزائرية للمياه، سعاد بن قفة، حيث أكّدت بأن مصالحها أصبحت في موقف قوة لتلبية الطلب المتزايد على الماء الشروب ولتجنب الإنقطاعات في التزود، وهذا بفضل استغلال المورد المائي الجديد المتمثل في محطة “ فوكة 2” لتحلية مياه البحر، حيث تبلغ الكمية التي تحصل عليها ولاية البليدة 25 ألف متر مكعب يوميا، حسب ذات المسؤولة.
وبفعل الجفاف فقد انخفض منسوب المياه الجوفية التي تعتمد عليها البليدة لتزويد ساكنتها، علما أنها تعتمد على هذا المورد المائي بنسبة 70 %، وهذا ما دفعها إلى إعادة تأهيل بعض الأنقاب لتحسين إنتاج المياه، مع العلم أنها تحوز على أكثر من 430 نقب مائي موزعة عبر بلدياتها 25، لكن النمو السكاني الناجم عن انجاز أقطاب سكنية جديدة والجفاف الذي ميز المنطقة في السنوات الأخيرة، تسبب في مشاكل التزود بالماء رغم الجهود المبذولة.
وقامت مديرية الري بالبليدة مؤخرا باستغلال ينبوع مائي يصب في واد الشفة بتحويل المياه منه إلى المجمع المائي سيدي مدني بهدف تحسين التزود بهذه المادة الضرورية في المنطقة، وبحسب مدير القطاع، عبد الكريم علوش، فإن عدد الينابيع أو الشلالات المستغلة في إنتاج الماء الشروب بالبليدة، بلغ 15 ينبوعا منتشرة في جبال الأطلس البليدي، حيث تُنتج بمعدل 25 ألف متر مكعب يوميا، وتنتشر هذه الينبايع في المناطق الجبلية على غرار بوقرة، بوعينان، الصومعة، قرواو، البليدة وعين الرمانة.
القضاء علـى 1450 تسـرّب منـذ بدايـة العـام
بحسب بن قفة، فإن الجزائرية للمياه تعمل على تنفيذ مخطط لها لتحسين الخدمة من خلال إصلاح الأعطال والقضاء على التسربات، فمنذ بداية السنة الحالية قامت بـ 235 تدخل في المنشآت الإنتاجية، بما في ذلك الأنقاب المائية مما سمح باسترجاع 14200 متر مكعب من المياه، بحسب قولها، كما أصلحت 1450 تسرب في مختلف شبكات التوزيع بالولاية مما سمح باستعادة نحو 172000 متر مكعب من المياه.
وما يؤرق المؤسسة المسؤولة عن تسيير المياه، هي ظاهرة التعدي على الشبكة ومعدات الإنتاج، والتي تؤثر بشكل مباشر على توزيع المياه الشروب، قائلة “سجّلنا أكثر من 30 حالة سرقة أو تخريب لمعدات ضخ المياه والأسلاك والأنابيب. وتؤثر هذه الحوادث بشكل مباشر على عملية توزيع المياه وميزانية الشركة. لذا أدعو جميع المواطنين إلى الإبلاغ عن أي عمل تخريبي أو سرقة عرضية للمياه”.