عرف قطاع الموارد المائية بولاية الجلفة خلال الفترة الأخيرة ديناميكية ميدانية ملحوظة، ترجمت في دخول عدد من المشاريع الحيوية حيز الخدمة، وتقدم أشغال أخرى في مواقع متعددة، في سياق جهود تهدف إلى رفع القدرة الإنتاجية وتحسين الخدمة العمومية للماء الشروب، خاصة في المناطق التي كانت تعرف تذبذبا خلال السنوات الماضية.
يجري إنجاز 25 بئرا جديد موزعة عبر عدد من بلديات الولاية، من بينها: قطارة (منطقة بويقلة)، سيدي لعجال، حاسي فدول، الخميس، دار الشيوخ، سيدي بايزيد، بويرة الأحداب، فيض البطمة، عمورة، والشارف، حيث انطلقت الأشغال فعليا في أغلب المواقع، مع تسجيل تقدم معتبر في عمليات الحفر والتجهيز.
ففي بلدية مسعد، تم الانتهاء من حفر وتجهيز وربط 10 آبار جديدة بالكهرباء، من بينها 3 آبار بمنطقة ختالة (طريق تقرت)، ستدخل الخدمة بقدرة إنتاجية تصل إلى 5000 متر مكعب يوميا. كما يجري العمل حاليا على تجهيز وربط 4 آبار إضافية بنفس المنطقة، ليرتفع عدد الآبار المنتظر تشغيلها في ختالة إلى سبع آبار. وتعزيزا لقدرات التخزين والتوزيع، تم أيضا إنجاز خزان مائي بسعة 3000 متر مكعب.
أما في عاصمة الولاية الجلفة، فقد دخل بئر عميق بمنطقة واد الصدر حيز الخدمة، بمنسوب تدفق يقدر بـ 20 لترا في الثانية، في حين تم الانتهاء من أشغال إعادة تفعيل قناة التوزيع الفولاذية بقطر 630 ملم، التي ظلت متوقفة لسنوات، ما ساهم في تحسين التموين بعدد من الأحياء الغربية على غرار عين الشيح، حي البدر، شونان، بن جرمة، بوبكراوي، الزريعة وغيرها، وقد عبر المواطنون بهذه الأحياء عن ارتياحهم الكبير لاستقرار التموين بعد طول انتظار.
وقد عبّر مواطنون عن ارتياحهم الكبير عقب إعادة تشغيل القناة، التي ظلت متوقفة لسنوات، معتبرين ذلك إنجازا حقيقيا طال انتظاره ولبّى أحد أبرز انشغالاتهم اليومية.
وبالموازاة مع هذه المشاريع المنجزة، تتواصل الأشغال بحفر وتجهيز آبار جديدة، من بينها أربع آبار بمنطقة الدزيرة، وبئرين إضافيين في واد الصدر، وثلاث آبار أخرى بمنطقة بحرارة، إلى جانب انطلاق مشاريع إنجاز خزان كبير بسعة 10 آلاف متر مكعب، وخزانين إضافيين بسعة 2000 متر مكعب لكل واحد، لتدعيم التموين بالماء الصالح للشرب على مستوى الجهة الغربية لعاصمة الولاية.
وفي بلدية ضاية أولاد لخضر، أوشكت أشغال حفر وتجهيز ثلاث آبار جديدة على الانتهاء، حيث يرتقب وضعها حيز الخدمة فور ربطها بالكهرباء، ما من شأنه تعزيز التموين المحلي وتقليص التذبذب المسجل في فترات الذروة.
أما في عين وسارة، فقد باشرت مديرية الموارد المائية عملية تثبيت مولدات كهربائية خاصة بالآبار على مستوى حي أولاد سعيد، لضمان استمرارية الخدمة في حالات الانقطاع الطارئ، بالتوازي مع التحضير لحفر آبار جديدة تدعم الشبكة.
وفي نفس السياق، أوضح مدير وحدة الجزائرية للمياه بالجلفة، فاروق سنوساوي، أنّ برنامج التوزيع بمدينة الجلفة يسير في الحالات العادية بنظام (5/1) كحد أقصى، أي في ظل استقرار التيار الكهربائي وسلامة محطات الضخ والآبار وقنوات الجلب والتوزيع، غير أنه في حال تسجيل أعطاب أو انقطاعات كهربائية، يتأخر التموين ليصل في بعض الأحياء إلى نظام (8/1)، لاسيما في ما يعرف بالنقاط السوداء، والتي تتركز معظمها في الجهة الغربية للمدينة.
وأشار المتحدث إلى أنّ هذه الأحياء نفسها شهدت انطلاق مشاريع تهدف إلى تقليص التذبذب وتحسين التموين، من أبرزها مشروع إنجاز خزان بسعة 10 آلاف متر مكعب بحي بن سعيد، وخزانين آخرين بسعة 2000 متر مكعب لكل واحد بمنطقة واد الحديد، إضافة إلى قنوات الجلب والتوزيع المرتبطة بهذه الخزانات، والتي من شأنها دعم الأحياء الغربية بشكل مباشر لاستقرار الخدمة على المدى القريب.
وتندرج هذه العمليات الميدانية ضمن تنفيذ تعليمة رئيس الجمهورية الرامية إلى ضمان تزويد منتظم بالماء الشروب وتفادي الانقطاعات التي تتجاوز 48 ساعة. وفي هذا السياق، أوضح مدير الموارد المائية لولاية الجلفة، أحمد متان، أن “نسبة تنفيذ التعليمة حاليا في حدود 70 بالمائة، ونعمل على بلوغ التطبيق الكامل بنسبة 100 بالمئة فور دخول المشاريع الجديدة حيز الخدمة، ورفع القدرة الإنتاجية لتلبية الطلب عبر مختلف البلديات”.
وتترجم هذه الديناميكية التزام السلطات العمومية بترقية الخدمة العمومية للماء، والتكفل الفعلي بانشغالات المواطنين، لا سيما في ظل التحديات المناخية المتزايدة والنمو السكاني المتسارع.
