آفة حوادث الطرقات وأبعادها.. مختصون:

أزمة الوعي وغياب ثقافة المرور وراء المأساة

بومرداس..ز/ كمال

 مطالب بإنشاء مدارس للتكوين النظري والتطبيقي

أجمعت آراء عديد المختصين في السلامة المرورية “أن العنصر البشري يبقى احد الأسباب الرئيسية لاستمرار ظاهرة حوادث المرور عبر الطرقات التي تحصد أسبوعيا عشرات الأرواح والضحايا، وهي الآفة التي استحقت بجدارة وصف “المجازر” التي ارتبطت سابقا بالحروب والكوارث الطبيعية التي تتجاوز طاقة الإنسان وقدراته من حيث التحكم والتقليل من آثارها، ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة التي يتكبدها الاقتصاد الوطني.

أمام استفحال ظاهرة حوادث المرور التي تتسبب في مآس ووفيات شبه يومية عبر طرقات الوطن، ارتفعت أصوات الهيئات المختصة في مكافحة الآفة بضرورة مضاعفة حملات التحسيس والتوعية المستمرة في المجتمع بالتنسيق مع الجمعيات الناشطة في الميدان وبعض المؤسسات الفاعلة كقطاع التربية الوطنية، التكوين المهني وغيرها التي يمكن من خلالها وعبر التلاميذ نقل الرسالة الى الأولياء من أجل تذكيرهم وتوعيتهم بأهمية احترام قانون المرور والالتزام بقواعده حماية للأرواح البشرية.
كما أجمعت التقارير والدراسات الميدانية التي قامت بها عدد من المؤسسات والوكالات المختصة وكذلك تقارير مصالح الحماية المدنية والدرك الوطني”ان العنصر البشري يشكل أحد العوامل الرئيسية لحوادث المرور قبل حالة الطرقات والمركبات”، وفي هذه النقطة أكد رئيس المنظمة الوطنية للأمن والوقاية من الحوادث والأخطار والآفات منصور زاير في اتصال مع “الشعب”، أن 70 بالمائة من حوادث المرور مرتبطة بالعامل البشري والمقصود هنا السائق الذي يتجاهل أحيانا وهو ماسك بالمقود لكل التعاليم والتعليمات الخاصة بقواعد المرور بما فيها تلك البديهيات التي أخذها من مدارس السياقة على قلتها”.
وعن التدابير المتخذة في هذا الشأن لتوعية السائقين بخطورة الوضعية أمام استفحال ظاهرة حوادث المرور، ركز رئيس المنظمة في رده على ضرورة تكريس مفهوم الثقافة المرورية التي تبقى ضئيلة جدا في المجتمع ولدى السائقين بالخصوص وذلك بتكثيف حملات التحسيس والتوعية بالتنسيق مع الشركاء والفاعلين، الاهتمام أكثر بمجال التكوين المستمر لرفع مستوى الوعي والمسؤولية الكبيرة التي يتحملها الجميع وليس فقط أصحاب المركبات.
ثمن رئيس المنظمة زاير منصور الجهود التي تقوم بها مختلف المصالح المختصة للتوعية والتقليل من حوادث المرور بما فيها الإجراءات الردعية والمخالفات التي بإمكانها كبح جماح السائقين  الذين حولوا الطرقات الى مقابر، مقابل الدعوى الى ضرورة “إعادة النظر في قواعد التكوين ومهام مدارس السياقة التي لم تواكب التحولات الجارية واكتفائها بتقديم معلومات نظرية سطحية للمتعلمين بعيدة عن الواقع وما تشهده الطرقات يوميا من تجاوزات وأحداث خطيرة، وعليه ندعو الى إنشاء مدارس أو مراكز تكوين حقيقية تعتمد على الجانب النظري والتطبيقي قبل تسليم رخصة السياقة”.
وفي سؤال عن نشاط المنظمة والمقترحات العملية التي اقترحتها مع الشركاء لمكافحة أزمة حوادث المرور والتقليل منها، أكد منصور زاير “أن المنظمة الوطنية للأمن والوقاية من الحوادث قد عقدت عدة جلسات مع الفاعلين من أجل إعداد برنامج مشترك وتنظيم حملات تحسيسية وإعلامية مستمرة خاصة مع بداية الموسم الدراسي الجديد من اجل مرافقة التلاميذ والأولياء والمساهمة في خفض نسبة الحوادث المسجلة والعمل على نقل هذه الرسالة لكل أفراد المجتمع للمساهمة في غرس الثقافة المرورية التي تبقى من الظواهر الخطيرة التي تسبب سنويا عشرات الوفيات والمعاقين نتيجة الاستخفاف بقانون المرور وتعمد القيام ببعض التجاوزات الخطيرة كالإفراط في السرعة.
وعن سبب تضاعف حوادث المرور في وسائل النقل العمومية وشاحنات الوزن الثقيل ومدى تحمل قطاع النقل والأشغال العمومية لهذه التبعات الخطيرة التي تضاعفت في الأشهر الأخيرة، اعتبر رئيس المنظمة “أن وضعية الطرقات المهترئة وحالة المركبات التي تفتقد لعامل الصيانة تعتبران أيضا من الأسباب الأخرى المباشرة لحوادث المرور المتزايدة مثل تلك التي شاهدنا مؤخرا في انقلاب حافلات وشاحنات أدت الى تسجيل عدة وفيات”.
 ودعا في الأخير مسؤولي هذه القطاعات الحساسة الى ضرورة”تشديد الرقابة على المركبات وحافلات النقل الجماعي للمسافرين التي تبقى نسبة كبيرة منها غير صالحة للسير ناهيك عن أزمة الصيانة واستنزاف السائقين من قبل مسيري مؤسسات النقل الخاصة التي لا تحترم دفتر الشروط”، مع المطالبة أيضا بإنشاء قناة تلفزيونية خاصة بمكافحة حوادث المرور لنشر الثقافة المرورية نظرا لما يمثله الإعلام من أهمية في نقل هذه الرسالة للجميع”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024
العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024