غونزاليس على خطى المنظمات غير الحكومية .. ؟ !

أمين بلعمري
10 أكتوير 2018

إن تعاظم ظاهرة الهجرة غير الشرعية لم يقابله أي تحرك من قبل المجتمع الدولي لمواجهتها من خلال وضع استراتيجيات أو تدابير تأخذ بعين الاعتبار المسببات  التي هي سوسيو-اقتصادية بالأساس لأنه و بمجرد نظرة عابرة الى الدول المنتجة لظاهرة الهجرة غير الشرعية  يتبين أنها كلها تعاني إما من نوبات عدم استقرار سياسي  مزمن بسبب الحروب أو النزاعات الداخلية   و ما ينجر عن ذلك من تبعات اجتماعية و اقتصادية معروفة أو حتى دول مستقرة سياسيا بالأساس و لكن ذلك لم يجعلها في مأمن عن الصعوبات الاقتصادية و الاجتماعية  هي الأخرى و هذه الأوضاع هي التي تضطر مواطني هذه الدول  إلى مغادرتها بحثا عن ظروف أحسن ، و بين هذا و ذاك  هناك دول أخرى حولتها تدخلات عسكرية أجنبية إلى دول فاشلة على غرار الجارة ليبيا ؟.
يبدو أن هناك من يحاول القفز على كل تلك الحقائق سابقة الذكر و لا يريد أن يرى بعين الموضوعية إلى الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ظاهرة الهجرة غير الشرعية و يبحث بالمقابل عن علاج للنتائج و ليس المسببات ؟ !  بل أكثر من ذلك  توظيف الملف للضغط و الابتزاز السياسي لدول هي في الأساس من ضحايا الظاهرة لإجبارها على قبول تحويل أراضيها إلى محتشدات لاستقبالهم و لتشكل حزاما عازلا  يضمن عدم وصول المهاجرين إلى السواحل الأوربية.
هذه ليست مجرد سيناريوهات و لا تخمينات و لكنها طلبات رسمية من بعض الدول الأوربية عبّرت من خلالها عن هذه الرغبة في العديد من المرات  و المناسبات و آخرها كان بداية هذه السنة عندما طلب الاتحاد الأوربي من دول شمال إفريقيا إقامة مراكز إيواء «محتشدات» لهؤلاء مقابل مساعدات مالية ؟ !.
ما جاء في تقرير السيد فيليبي غونزاليس موراليس، المقرّر الخاص للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان المتعلّقة بالمهاجرين، في ختام زيارته  إلى النيجر - بداية هذا الشهر -  و الذي دعا فيه من هناك  الحكومة الجزائرية إلى الوقف الفوري لما أسماه «الطرد الجماعي للمهاجرين الأفارقة باتجاه النيجر» يتنافى تماما مع الواقع تماما ، و يبدو أن السيد موراليس لا علم له بوجود اتفاقية بين الجزائر و النيجر على الترحيل الطوعي للمهاجرين إلى بلدهم بالتنسيق مع الحكومة النيجرية و أن عمليات الترحيل تتم في ظروف إنسانية للغاية و أن ما تقوم به السلطات الجزائرية و على عكس  ما يروج له البعض هو حماية لهؤلاء المهاجرين غير الشرعيين خاصة الأطفال منهم و النساء  من الوقوع فريسة لعصابات الاتجار بالأعضاء ، الجنس و الإرهاب و كل الآفات الأخرى التي أصبحت تجد في المهاجرين غير الشرعيين المكان الأمثل للتجنيد ؟
تقرير السيد فيليبي غونزاليس موراليس  جاء –للأسف-  متناغما مع تقارير سابقة لمنظمات غير حكومية معروفة الأهداف والتوجهات بينما كان من المفروض أن ينسجم  مع تقارير أممية سابقة أشادت بتعامل الجزائر مع المهاجرين غير الشرعيين و آخرها تقرير المنظمة الدولية للهجرة ؟!.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024