حصادالأسبوع

لا تتركوا كرة الثلج تكبر.. نحن الوطن والتاريخ

بقلم : نور الدين لعراجـــي
27 فيفري 2019

- عاشت الجزائر برمتها مسيرات جابت معظم ولايات الوطن، رفع فيها المتظاهرون شعارات سلمية ولعل أهمها تلك المتعلقة بعدول الرئيس بوتفليقة عن الترشح لعهدة جديدة خامسة، بدواعي مرضه وعلاجه، ولا يمكنه ربما تحمل خمس سنوات أخرى، مرت الرابعة وهو في تلك الحالة، وحري به أن يرتاح ويترك الريادة لآخرين يقودون القاطرة إلى بر الأمان.
المسيرة التي جرت في ظروف استثنائية ميزها النظام المحكم للجماهير التي عبرت الشوارع وسط تعزيزات أمنية مشددة، لم تسجل بها المصالح الأمنية، أية تجاوزات من شأنها المساس بحرية التعبير والتجمهر المكرسة دستوريا، ما يعني تفويت كل احتمالات الانفلات والتصادم والاعتداء على حرية الأفراد والممتلكات.
- انتقلت خطبة الجمعة من المساجد إلى زوايا الشوارع، فلم يكن الخطاب المسجدي كافيا لإيصال الرسالة بذلك الوقار والهيبة، وتحولت حرمة بيوت الله الى حلبة وسجال بين الجموع فتفرقت الصفوف وتحولت الجمعة إلى ظهر، وبعد ان كان الامام خطيبا ومفتيا، أصبح الفايس بوك مرشدا وداعيا، في سابقة لم تحدث في تاريخ الجزائر الحديث.
- قبة البرلمان لم تسلم هي الأخرى من حديث الشارع والأسواق، ارتفعت المزايدات الكلامية لتصل إلى وصف ممثلي الشعب بالدجاج فيما بينهم، وعوض مناقشة بيان السياسة العامة، تحولت المداخلات إلى حلبة صراع هي الاخرى ، واختلط الحابل بالنابل، ونشر الغسيل وكشف المستور، في انتظار رد الوزير الأول، من قبة البرلمان الباحث عن أمان؟
- أزهار بالمسيرات و«السلفي” حاضرة في مشهد حضاري، لا يحدث إلا في أفلام الصناعات السينمائية الكبرى، ولم تجد الفتيات من حيلة يتسللن بها الجدران الأمنية لعناصر الشرطة، إلا بتوزيع الورود، وتبادل النظرات “خاوة خاوة”، مسحات من المحبة كانت استثناء في زمن الكريموجان. وتجنبت تلك النظرات ما راهن عليه الآخرون، في تحول الشارع إلى برك دماء.
- الذين رفعوا شعارات الثورة بالضفة الأخرى وراهنوا على الانفلات الأمني وما حدث في الأوطان العربية هم للحلم أقرب منهم للحقيقة، لا يعرفون جينات الجزائري عندما يتعلق الأمر بوطنه، ويتجاهلون أن الذي يوقد اللهب سيحترق به وحده، فلا تعزفوا على وتر الثورة لأن هؤلاء خاضوا أعظم الثورات، تريثوا فطموحاتكم في مزبلة التاريخ.
- تعرض رئيسة مكتبنا بمعسكر الصحفية أم الخير إلى تصرف لا أخلاقي بطله شخص يعمل بديوان الوالي، هو أسلوب يصدر من شخص مريض نفسيا، عندما يتحرش بصحفية أثناء تأدية مهمتها الاعلامية، الفعل لا يمر دون عقاب فاعله، فقد كان جديرا بهذا الشخص منحها المساعدة عوض التلفظ بكلمات سوقية وإشارات مكانها المستنقعات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024