منذ بداية الحراك الشعبي في الشارع الجزائري ، صنع الفضاء الازرق الفارق في توجيه الرأي العام ، وصار المحرك الوحيد لكل صغيرة وكبيرة ، فكان الآمر والناهي ، المنقذ والهالك ، ذابت فيه القيم والنخب ولم يعد للغة العقل سبيلا، بل انساقت الكثير من النخب وراء ما يملى عليها في العالم الافتراضي ، وعجزت هذه الاخيرة ان تجد لها شخصا بعينه تستشيره او تقاسمه توجهاتها .
كل ما ينشر وما نشر وفق اجندات مدروسة ومحبوكة بدقة عالية ، وببصمة مخبرية بادية من القراءة الاولى لكل المناشير والوثائق والتسريبات وحتى التسجيلات الصوتية ، من تحريض ودعوات للانشقاق والعصيان وغيرها من الامور التي لا يتقبلها عاقل ، لأنها بكل بساطة ليست عفوية بل محبوكة وتهدد استقرار البلد وأمنه .
لم يكتف هؤلاء بعملية تحريض الشعب والخروج الى الشوارع ،والمطالبة بما رفعه المتظاهرون من مطالب تتعلق بالتغيير والإصلاح السياسي ، بل ذهبوا الى المساس بقدسية المؤسسة العسكرية ومحاولة ادخالها في الحراك الشعبي ، وتوريطها في ازمة سياسية هي في غنى عنها ، وان كنا نتقاسم الجزء الاكبر من المطالب التي رفعها ابناء الجزائر ، ولكن تبق بعض التحفظات تصنع نفسها في مشهد ضبابي مثير للغاية .
ففي اخر خرجة لهؤلاء المرتزقة الاذناب نشروا اخبارا ، تمس قيادة الجيش الواحدة الموحدة وانتشر الخبر في الفضاء الازرق كما تنتشر النار في الهشيم ، عن استقالات مست بعضا من القادة ، ومن حظهم التعس أن جيشنا متماسك واحترافي تجهيزا ، ميداني الخبرة والتجربة ، مهامه الدستورية واضحة المعالم ، ولا ينساق وراء اشاعات جبانة ، اصحابها ليس لهم الجرأة في الكشف عن هوياتهم وبلدانهم ، لكن يد القدر قصيرة ، لان التاريخ سيكشف هذه الممارسات وستقع في شباك الوطنين الاحرار الشرفاء ، ساعتها يكون لكل منازلة شهم من صقور جيشنا الباسل ، ليرد لكم الصاع صاعين .