كلمة العدد

كلمة في حقّها

فضيلة دفوس
05 مارس 2019

في نفس الموعد يهلّ علينا عيد المرأة السنوي ليستوقفنا عند أوضاع نساء العالم، سواء في الغرب المترف حيث تحظى الانثى بحياة رغدة وتنعم بالأمن والاستقرار، أو في باقي مناطق المعمورة أين أصبحت المعاناة رفيقة المرأة، تقاسمها حياتها وعيشها وهي تحت هيمنة الاحتلال كالفلسطينية والصحراوية، أو بين كماشة التنظيمات الإرهابية والأزمات الدموية، أو تحت ضغط الفقر والحاجة.
لاشكّ أن نساء العالم الغربي ينتظرن مقدم عيدهن بفارغ الصبر، فيقمن الأفراح واللّيالي الملاح وهن ينتزعن المزيد من المكاسب والانتصارات،لكن في المقابل نساء كثيرات حيث استوطنت أوجاع الحروب والأزمات، أصبحن عاجزات حتى عن تذكّر هذا اليوم الذي اندثر من رزنامة حياتهن بعد أن هجرتها الأفراح والأعياد وتأجلت الى أجل غير مسمى.
اليوم، نساء كثيرات غابت السّكينة والطمأنينة عن حياتهن، وبات أملهنّ الوحيد محصور في انفراج يعيد الأمن والاستقرار الى بلدانهن التي  سقطت إما في فخّ الأزمات الدموية التي كوّنها تسونامي «الربيع الدموي»، أو وقعت فريسة للتنظيمات الإرهابية، أو غرقت في بئر عميق من المصاعب الاقتصادية والمتاعب الاجتماعية.
إن كل ما تريده هؤلاء النساء، هو وقف شلال الدّم الذي ينزف في بلدان عربية كثيرة كسوريا وليبيا واليمن والعراق، وعودة ملايين النازحين واللاجئين إلى ديارهم التي هجروها غصبا إما فرارا من القصف والقنص  أو من سكاكين الإرهابيين، والبدء في مداواة  الجراح الجسدية والنفسية التي سبّبتها سنوات طويلة من سياسة جلد الذات ومن الإحتراب الداخلي.
في الواقع، وضع الكثير من النساء بائس وليلهن داكن، خاصة بالنسبة للواتي يعشن  تحت نير الاحتلال ويواجهن اعتداءات وانتهاكات تنأى الجبال عن تحملها، فأي عيد يمكن للمرأة الفلسطينية أن تحتفل به وأرضها مغتصبة وحياتها وحياة أبنائها مهدّدة في كلّ وقت وحين،
وكيف لها أن تفرح وهي وشعبها يعيشون تحت سوط الحصار ويواجهون سياسة تجويع رهيبة.
ونفس الوضع تعيشه المرأة الصحراوية التي حوّل الاحتلال حياتها إلى  جحيم حقيقي، وأجّل كل أعيادها وأفراحها، فبات كلّ همها هو الصمود و النضال لأجل استعادة أرضها وحرّيتها.
عيد المرأة السنوي يعود في نفس الموعد، لكنه للأسف الشديد لا يجد في الكثير من المناطق والدول من تحتفل به، طبعا  فهناك مشاكل وهموم تشغل بال الكثيرات وتجعلهن منهمكات إمّا يصارعن ظروفهن من أجل البقاء أو من أجل الحرية أو فقط من أجل توفير لقمة العيش لهن  ولأطفالهن.
وبرغم هذا الوضع البائس، كلّ ما نتمناه هو أن تستعيد كلّ نساء العالم أعيادهن وأفراحهنّ.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024