كلمة العدد

قبل السقوط إلى الهاوية

فضيلة دفوس
02 أفريل 2019

رغم الإحباط الذي بات يسكن أفئدة الّليبيين بفعل تعثّر كل محاولات حلّ الأزمة التي تعصف ببلادهم، منذ ثمانية أعوام، ورغم أن الكثير منهم لم يعد يؤمن بمبادرات التسوية بعد أن انتهت جميعها الى الفشل، إلا أن اعلان المبعوث الأممي غسان سلامة عن تنظيم مؤتمر وطني يضم مختلف الأطراف السياسية الليبية، منتصف هذا الشهر، أعاد الأمل لليبيين ومنحهم دفعة قوية من التفاؤل رغبة في أن تكون هذه المبادرة قشّة النجاة التي ستقودهم الى برّ الأمان.
من غدامس انطلق قطار الأزمة الليبية قبل سنوات يبحث عن حلّ، وقد جاب العديد من المحطات داخل ليبيا وخارجها، وها هو يعود الى نقطة الانطلاق عسى أن تكون محطة غدامس الجديدة هي الأخيرة وبعدها يأتي الانفراج بتوصّل الليبيين إلى مقاربات سياسية واضحة تحدّد موعد الانتخابات ومصير الدستور وكل ما يتعلق بالحل السياسي الذي سيخلّص أرض شيخ الشهداء عمر المختار من المعضلة التي غرقت فيها، وأغرقت معها الإقليم ككل.
لقد كشف المبعوث الأممي الى ليبيا، غسان سلامة قبل أيام عن تنظيم مؤتمر وطني يضم مختلف الأطراف السياسية الليبية ما بين 14 و16 أفريل في مدينة غدامس، معتبرا هذا اللقاء فرصة للابتعاد عن حافة الهاوية، وكلام سلامة عن الهاوية لا يحمل أي مبالغة، لأن الوضع في ليبيا بالفعل خطير ومعقّد ويحتاج الى حلّ مستعجل من طرف الليبيين أنفسهم بعيدا عن أيّ تدخلات خارجية، فهذه التدخلات لم تأت إلا بالويلات على الشعب الليبي، حيث عمّقت خلافاته ووسّعت انقساماته، وجعلت ثرواته مستباحة للصوص الثروة، وأرضه مرتعًا للإرهابيين.
هكذا إذن يعيد المبعوث الأممي بعث الأمل والتفاؤل في قلوب الشعب الليبي، فالمؤتمر المرتقب يرمي الى وضع خطة طريق للفترة الانتقالية ويمهد للانتخابات البرلمانية والبلدية والرئاسية، ويوفر توصيات بشأن كتابة الدستور، والمطلوب من الليبيين اليوم أن يستجيبوا بقوة لدعوة سلامة فليس من مصلحة أحد التعطيل أوالعرقلة، وليس لأحد أن يعتقد بأن الحلّ يأتي من الخارج فما حكّ جلدك غير ظفرك.
يبدو سلامة مقتنعا بنجاح مبادرته، حيث أكد في رده على تساؤل أحد الصحفيين عندما سئل ماذا لوفشل الملتقى الوطني، قائلا: « هذا سؤال لا يسأل، سينجح الملتقى الوطني الجامع الذي جرى الإعداد له جيّدا»، أضاف» المؤتمر سيستفيد من 77 اجتماعا انعقد في أكثر من 57 مدينة ليبية ومشاورات قامت بها البعثة في كل أنحاء ليبيا، معربا عن أمله في أن يكون الملتقى الوطني الجامع خلاصة واضحة لأعمال التشاور والتفاهم بين مختلف الأطراف الليبية، وفاتحة لمزيد من الاستقرار والتوحد بين المؤسسات الرسمية بالبلاد.
تبقى الكرة في ملعب الليبيين الذين عليهم التجاوب مع المبادرة الأممية لإقرار تسوية سياسية تطوي سنوات العنف والفوضى.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024