تقنية الفيديو تغيّر أشياء كثيرة في كرة القدم.. ذلك ما توصّل إليه جلّ المحللين والمتتبعين عبر العالم، حيث أحدثت هذه التقنية «تحوّلا» كبيرا في مجرى المقابلات على المستوى العالي.. فالبعض ارتاح للدقة التي يقدمها هذا «النظام التحكيمي» والبعض الآخر ينتقد بشدة «ضياع روح كرة القدم».
فقد تحوّل فرح مدرب نادي مانشيستر يونايتد غوارديولا وعشاق النادي مساء يوم الأربعاء إلى كابوس حقيقي على بعد ثوان من التأهل إلى نصف نهائي رابطة الأبطال، حيث ألغت «التقنية» هدف التأهّل وحوّلت التأهل إلى المنافس توتنهام في صورة تبقى تاريخية في أذهان جلّ المتتبعين الذين وقفوا على الأشياء الجديدة التي يقدمها هذا «الابتكار».
فالمنطق يفرض نفسه على أن التطوّر التكنولوجي يساعد على اتخاذ القرار الصائب بعد الصعوبة التي يجدها الحكم في أخذ القرار في ثانية، خاصة أن رؤية اللقطات من زوايا مختلفة أثّرت على الحكام الذين يجدون أنفسهم في العديد من المواقف في «قفص الإتهام».
لكن حاليا الأمور تغيّرت وقلّما يحدث أن الحكم الرئيسي أخطأ في حقّ الفرق، لاسيما في المنافسات الكبرى، ولو أن «التحوّل من الفرح إلى الحسرة» أو العكس في ثوان قليلة يؤثر كثيرا على مسار المقابلات.
وفي هذا المجال يؤكد المدافعون عن هذه التقنية الجديدة أنها «مسألة تعوّد لا غير»، وستصبح جلّ المنافسات تسير على هذا النحو لتجنب ارتكاب أخطاء تحكيمية تؤثر على نتائج الفرق.
وستعرف منافسات كأس إفريقيا للأمم المقررة في جوان القادم بمصر استخدام «تقنية الفيديو» لأول مرة بداية من الدور ربع النهائي، حيث كانت الهيئة القارية قد اتخذت هذا القرار بعد استشارة مدربي المنتخبات المتأهلة إلى الدورة النهائية خلال دورة تدريبية مؤخرا..
هذا الأمر يظهر جليا أن المعنيين بالمستوى العالي يتفقون على أن اتخاذ القرار الصحيح والمنصف يعتبر حجر الزاوية لتطوير أداء كرة القدم، خاصة وأن الحكام الذين سيديرون مقابلات العرس الكروي القاري يخضعون لفترة تكوينية لوضع كل الترتيبات المناسبة في صالح المنتخبات وجمهورها المتعطّش لمتابعة مقابلات في المستوى.