هل تنفخ الرياضة الروح في السياسة..؟!

أمين بلعمري
16 جويلية 2019

هناك تجارب تاريخية أثبتت أن الرياضة استطاعت قلب الخرائط السياسية، فقد تمكنت مقابلة بين الفريقين الأمريكي والصيني حول طاولة «بينغ ـ بونغ» من إعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين اعترفت بعدها واشنطن بالنظام الشيوعي الصيني ؟، نقيضان سياسيان تمكنت كرة صغيرة من تقريب وجهات النظر بينهما فهل ننجح نحن في الوصول إلى التوافق من خلال النتائج الباهرة التي حققها منتخبنا الوطني لكرة القدم؟.
هذه النتائج المتمثلة في التأهل إلى الدور النهائي، في انتظار الفوز بكأس أمم إفريقيا - إن شاء الله - وما أعقبها من احتفالات عارمة عمّت كل أرجاء الوطن أثبتت أن التوافق موجود ولكن فشل السياسيون في الوصول إليه، في الوقت الذي نجح محرز ورفاقه في تحقيقه، هذا يبيّن أننا بحاجة إلى القيام بإسقاطات رياضية على السياسة لتكون بفعالية وأداء الرياضة ؟.
قبل ذلك علينا أن نفهم أن ما حققه منتخبنا الوطني لم يأت من فراغ ولكن بعد اجتماع عدة عوامل، أهمها تراجع التوظيف السياسي للفريق وإنجازاته وكذا تراجع البزنسة والاتجار به خدمة لمصالح وحسابات شخصية ؟ إنه التفسير الوحيد للنتائج المحققّة إلى درجة أن التوافق أصبحنا نلمسه حتى في سلوك اللاعبين الذين تخلصوا من أنانيتهم لصالح الوطن حتى أصبحنا لا نرى أي فرق بين اللاعب الأساسي وذلك الموجود على دكّة البدلاء، لقد فهم الجميع أن هناك هدف أسمى أكبر منهم جميعا تتويج الجزائر بالكأس وهناك ربان لهذه السفينة يحمل صفة ناخب وطني عن جدارة.
فوز أشبال بلماضي لم يكن مجرد جرعة فرح وعلاج جماعي ولكن جرعات كبيرة من الثقة بالنفس ومن الإيمان أكثر بضرورة التغيير، فالجزائريون ازدادت قناعتهم بأنهم على الطريق الصحيح وأنهم قادرون على فعل نفس الشيء على الصعيد السياسي وأن إرادتهم ستنتصر في الأخير.
إننا أمام فرصة تاريخية لا يجب أن تضيع على الجزائر لإحداث قطيعة ابستيمولوجية مع الوجوه والممارسات التي أضرت بالبلاد والعباد وأجهضت الأمل في جزائر أفضل، يختار فيها الشعب من يحكمه بكل حرية، لنا في الرياضة عبرة بشرط أن تبقى بعيدة عن جميع أصناف التوظيف والاستغلال السياسي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19443

العدد 19443

السبت 13 أفريل 2024