حال الدنيا

بحثـــا عن الحقيقة

الخير شوار
10 مارس 2021

قبل أيام «امتلأت» صفحات شبكات التواصل الاجتماعي بصور غريبة، قيل إنها لأبرز شهداء الثورة التحريرية، على غرار زيغود يوسف والعربي بن مهيدي، وبدا واضحا عمليات التلاعب بها باستعمال برامج على شاكلة «الفوتوشوب».
في الوقت الذي ما يزال الجدل مستمرا حول صدقية تلك الصور، ترفع الإدارة الفرنسية الحظر عن أرشيف كبير، يعود معظمه إلى الحقبة الاستعمارية، كان إلى عهد قريب جدا مصنّفا ضمن خانة «سري للغاية»، وهو الإجراء الذي أثار جملة من ردود الفعل المتباينة بين مرحّب بها ومتوجّس منها.
إنه سجال يعيد الحديث عن «أسرار» تلك الحقبة المهمة من تاريخ الجزائر المعاصر والذي ظل حبيس الأدراج، ما منع من الكتابة عنها بشكل موضوعي، حتى عند أبرز المتخصصين في الأمر.
وقيل إن الكشف عن ذلك الأرشيف من شأنه أن يحدث فتنة بين كثير من مكونات الشعب الجزائري، وهي الفتنة التي بقيت نائمة أكثر من ستين سنة، بل إن البعض ذهب بعيدا عندما قال إن كثيرا من الأسماء التي بقيت لامعة ستسقط عند الكشف عن حقيقتها النائمة بين رفوف أرشيف الإدارة الاستعمارية السابقة.
وإذا ما وضعنا «حديثا في حديث»، مثلما تقول العبارة الشعبية الشهيرة، وربطنا حداثة «تسريب» صور الشهداء المتلاعب بها، برفع السرية عن تلك الأكوام من الأرشيف الفرنسي الخاص باحتلال الجزائر، وبعيدا عن «نظرية المؤامرة»، لا نستبعد التلاعب ببعض تلك الوثائق على الأقل باستعمال أبرز أدوات التكنولوجيا الحديثة، لكن القاعدة تقول إنه «لا شيء يقدّم بالمجّان» أو حبّا في الحقيقة.
وفي كل الحالات، فإن الحدث كبير بالفعل، وإن المتخصصين في كتابة التاريخ مدعوون للتعامل مع تلك الوثائق بأدوات علمية، فكتابة التاريخ لا تُقدّم هدية حتى من قبل الصديق، وإنما عملية مضنية تحتاج لكثير من الصبر وتجاوز عمليات التزييف التي يتفنّـن فيها أناس لا يحبون الحقيقة. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024