حال الدنيا

هيــــــــــــــــا «نتبغْسس»

م. كاديك
21 جويلية 2021

الأخبار التي تتداولها وكالات الأنباء حول ما يعرف بـ»فضيحة بيغاسوس»، يشير صراحة إلى أن «الحماقة» لم تكتف بالنّيل من الجار ذي القربى والجار الجنب، وإنّما امتدت إلى المستوى العالمي، وراحت (تبغسس) شرقا وغربا، إلى أن حوّلت «القرصان الصّهيوني»، إلى شيء يشبه «لعبة تافهة» وضعت بين أيدي «أطفال»، وعادة الأطفال أنهم لا يعرفون كيف يسيطرون على شعورهم بـ»الدّهشة»، فيعبثون إلى أن يصبحوا (مضحكة)..
وواضح أنّنا نصف (التّبغسيس) بأنّه «حماقة»، لأنّ (المبغسس) إياه، لم يعرف كيف يستفيد من (قرصانه)، ولا كيف يوظفه لصالح (نظرياته!!) و(طروحاته!!)، وهذا ما تؤكده الأحداث في الميدان، ذلك أن كل الأحداث التي تابعناها، تركت آثار صفعات مؤلمة للغاية، وبما أنّ (المبغسس) أحمق مزيد ومنقّح، ظل مصرّا على نفس (التبغسيس) كي ينتهي في الأخير إلى نفس الصّفع، ويختمها بـ»المسك»، وهو يكلّل عملياته الدّونكيشوتية بفضيحة عالميّة.
ولا شكّ أن (المبغسس) سيؤلف حكايات كثيرة يتأوّل بها فضيحته، كما يفعل مع كلّ فضيحة، وهذه من خصاله التي يعتقد أنّها تستردّ له أنفاسه، وتحسّن صورته أمام المجتمع العالمي، ولكن لا ينبغي أن يفوتنا بأن المسألة – فيما وصلت إليه الحال- لا يمكن وصفها بأنّها «الحمق» وحده، مزيدا ومنقّحا، وإنّما هي مسألة تتجاوز ذلك إلى «قلّة الحياء»، ولا شكّ أن الجمع بين «الحمق» و»قلة الحياء» يمثّل وضعا بلغ من اليأس، ما يجعل «اليأس» نفسُه يعطف عليه..
إذا كنت صاحب قضية عادلة، وإن توطّن في نفسك أنك حامل رسالة الإنسان، وحتى إن وقر في قلبك أن الإنسانية ظالمة ومستبدة، فإنك يمكن أن تقنع جميع من حولك باستقامتك وصبرك، أما إذا كنت ظالما مستبدّا، ترغب في (شفط) حقوق الناس، فلك أن (تبغسس) مع (المبغسسين).. والحديث قياس..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19800

العدد 19800

الأربعاء 18 جوان 2025
العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025
العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025