كلمة العدد

بسكرة.. الولاية ــ المرجع

جمال أوكيلي
11 ديسمبر 2017

ما ينجز اليوم بولاية بسكرة في قطاع الفلاحة لا يجب أن يمر علينا هكذا مرور الكرام، وإنما على كل من يعي دلالة الأرقام أن يقف لحظة للتأمل في تحوّل هذه المنطقة واحتلالها الرّيادة في مجال حيوي لم يعد الحديث فيه عن الاكتفاء الذاتي، بل أنّ الأمر تجاوز ذلك إلى ما يعرف بالأمن الغذائي، وهذه معركة فرض الذّات وإثبات الحضور لابد من كسبها مهما كان الأمر.
وتدرك الجزائر جيّدا أنّ تحديات المرحلة القادمة هي الاعتماد على النّفس، واستغلال كل الموارد المادية  والبشرية والكفاءات والمهارات، التي تسمح حقّا باقتحام هذا الفضاء التّنافسي الصّعب والمعقّد، والذي لا يرحم المتأخّرين عن الرّكب والمتردّدين في القرار.
الخيار اليوم واضح بالنسبة للجزائر ألا وهو وضع الفلاحة في أولوية الأولويات، ومنحها كل ما تحتاج من أموال ومساعدة أهلها، وفي هذا الشّأن لا ننسى القرار التّاريخي الذي اتّخذه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة القاضي بمحو ديون الفلاّحين المقدّرة بـ ٤٠ مليارا.
في خضم الأبعاد التي يحملها القرار الخاص باستحضار كل المؤشّرات في هذا الشأن لإعداد أرضية انطلاقة جديدة، فإنّ عيّنة ولاية بسكرة تعد بالنسبة لنا مرجا في الفلاحة، لابد وأن نرافقها ونتابعها عن كثب نظرا لما تتوفّر عليه من تجربة رائدة في هذا الميدان.
والأرقام وحدها تتحدّث عمّا تمّ إنجازه في هذا الجانب الإستراتيجي ٣٤٠ مليار دينار، أي حوالي ٣٠ مليار أورو، هذا وحده كفيل بأن يكون عاملا محرّكا لمبادرتهم من أجل مسحها على باقي الولايات الأخرى في المجال الفلاحي، أي فتح القطاع على المنافسة الشّريفة لتحقيق المزيد من القيمة المضافة.
وما يسجّل اليوم في القطاع الفلاحي ببسكرة من أرقام قياسية في المنتوجات الزّراعية لم يأت من العدم بل نتاج نظرة ثاقبة، وإرادة ثابتة في التخلص من تبعيتنا إلى الآخر، وهذا من خلال ترقية الإنتاج الفلاحي، باستعمال أقصى ما يمكن من الإمكانيات المتوفّرة سواء ما تعلّق بالمكننة أو الإرشادات، واتّباع الطّرق المتطوّرة في السّقي. كل هذا سمح بأن تحوز الولاية الصّدارة في قطاع يعوّل عليه في الجزائر، بأن يكون بديلا من البدائل التي نراهن عليها مستقبلا.
واستنادا إلى الملف الذي أمامنا، فإنّ هناك عيّنات حيّة لولايات رائدة في الإنتاج الفلاحي أصبحت مضرب المثل في الكميات القياسية الموجّهة إلى السّوق الداخلي والأسواق العالمية، التي تشهد منافسة حادّة وقياسية، وبإمكان المواد الفلاحية الجزائرية أن تدخل هذا الوسط بقوة نتيجة ما طرأ عليها من نوعية جديرة بأن تكون حاضرة، وهناك العديد من عمليات التّصدير في هذا الشّأن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024