وجهة نظر

وظيفتها تتعدى تعليم القراءة والكتابة

الأستاذ / عبد القادر حمداوي

المدرسة الحلقة الأساسية في المنظومة التربوية
استقرار يهتز تحت وقع الإضراب وتقييم

المدرسة ليست كما يتصورها الكثير من أنها تعلم القراءة والكتابة فقط، بل هي مؤسسة تربوية متكاملة تربي الصغير مستلزمات الحياة، ترسخ فيه القيم الإنسانية والأخلاق الحسنة المهارات، وهي تمد الطفل بالنشاط والحيوية، تحفز فيه حب  التعلم والتفكير وتفجير الطاقات والمواهب .
الأستاذ هو العنصر الفعال في عملية التعليم ولا بد أن يكون مؤمنا برسالته ومحبا لتلاميذه وأن يكتسب خبرة في حسن طريقة التعليم بإخلاص وأمانة. هل هذه الأمور متوفرة لدى منظومتنا التي تبحث عن استقرار يهتز تحت الإضراب بين الحين والآخر. التفاصيل في هذه الورقة.

وضعية مزرية وشكاوى

يتألم الإنسان كثيرا عندما يرى أبناءه يواجهون أصعب أوقاتهم في الدراسة الصعبة وهذا ما يزيد من أزمة الأسرة التي تواجه الأوقات الحرجة.
لقد ارتفعت الأصوات تشكو من الوضعية المزرية التي تعيشها المنظومة التربوية وعدم إعداد الأجيال التي تناسب تحديات العصر، ويتفق الجميع على أن هذه التربية حاليا لا يمكن أن تحقق الهدف المنشود ولكن الجميع حائرون، فمسؤولية البيت وغياب الأولياء ينذر بالخطر المحدق.
الذين يعيشون في مجتمع تغزوه ثقافة الغرب والعنف اللفظي الجارح كل هذه العوامل شكلت جسرا منيعا بحسن تربية أولادنا والأسرة مهما كانت فهي الحرص القوي على مصلحة إعداد الطفل وعلى حسن التنشئة الصحيحة فهي الحصن الحصين في تحمل المسؤولية التربوية، فالمدرسة ليست كما يتصورها الكثير من أنها تعلم القراءة والكتابة وغيرها، بل هي مؤسسة تربوية متكاملة،إذ أنها تربي الصغير مستلزمات الحياة، لأن الغرض منها ترسيخ القيم الإنسانية والأخلاق الحسنة وتنمية المهارات كما تمد الطفل بالنشاط والحيوية لنرى الطفل يتعلم ويلعب ويفكر وتسعى التربية لتفجير الطاقات والمواهب أيضا.
وتعديل سلوكيات الأبناء وتطوير أدائهم التربوي للمعلم دور هام فيه وإذا لم يتلق الإعداد والتدريب لهذه المهمة الجليلة والأمانة العظيمة وعندما تكون هناك ضغوطات على التلميذ من قبل المعلمين وإدارة المدرسة فالعمل هنا قاتم هذا يؤدي إلى نتائج فاشلة. فيبدأ التلميذ يكره المدرسة ويظهر عدم الرغبة في الذهاب للدراسة، ومنها يظهر تعريف العنف وأسبابه وأنواعه.
والأولياء لا يعرفون كيف يستعملون الاكتراث بمخاطر الانترنيت والتلفزة والأفلام والتي تؤدي هذه الظاهرة إلى نتائج سلبية .
إن بناء جيل مهما ارتفع وتعاظم فإنه يتكون من لبنات، واللبنة الأولى في بناء المجتمع تعتمد على الأسرة ويكون حسن بنائه وهندسته وطاقاته بالعناية الفائقة ليثمر الغرس .
الطفل يرى التناقض بين ما يتلقاه نظرا من مبادئ تربوية وقيم إسلامية للأفراد والمحيطين به في المنزل أو المدرسة أو الإعلام أو الشارع أو السوق وغير ذلك.
على المدرسة أن تهتم بالتعديل أو التغيير مع ضرورة توجيه النشاط التربوي توجيها علاجيا سليما وتحسين مستوى التوافق المدرسي
وأخيرا ينبغي أن لا ننسى أن الوقاية خير من العلاج، فبدلا من أن نترك التلميذ يتردى في هاوية الاضطرابات كالإضراب والتوقف عن الدراسة فالعمل على قدر الاستطاعة على تنقية الجو من شوائب التفكك والاضطراب، فالذين يتوددون إلى التلميذ قد يجعلونه يشعر بالأمان فجذوة حبهم هذه سوف تدوم، فهو ذلك الانسان الذي يجتاحه.
ثم إن الإنسان هو الذي يبادر في استحداث الثقافة والقوامة لنفسه ولعاداته وتقاليده ولغته ومعارفه وعلومه وتدريسه ، فالنظام الذي يوحد الأسرة ويقسم المسؤوليات هذا يتطلب قسما لا تغيب عن بال الشخص وعلاقته بابيه وأمه ثم بأسرته التي يسكنها فيما بعد .
من حقنا أن نقيم كل المعاير المقدم للطالب وليس من حقنا أن نحيا حياة تفتقر إلى القيم، الإنسان بحاجة إلى الأخلاق والتلميذ يتربى في الأسرة هي أول مدرسة يلتحق بها وهي الوسط الذي يتم حلاله بناء التلميذ .
كما يعتمد علماء الأخلاق والتربية أن الأسرة هي المؤثرة الأول في تكوين الأخلاق وتوجيهها إلى معترك الحياة .
وهذا ما يتطلب من المجتمع والمعلمين إعداد وتوجيه الأسرة الواعية للتطوير والمساعدة و الإرشاد والتوعية من خلال الإعلام والصحف والمجلات وتقديم المعلومات والحلول التربوية ووسائل التي تدعم دور المدرسة.

كيف نساعد أبناءنا
بالمناقشة والحوار وبطريقة سليمة وبأساليب تربوية والاحترام والتقدير بين الجميع، وهذا ما يؤدي إلى التوافق والإتقان في جو هادئ ، ويلبي الطالب احتياجاته ليجالس الآباء وهو مرتاح وهم مرتاحون .
أكدت الدراسات الحديثة أن إهمال الأسرة والخلافات هي التي تسبب فشل الطالب في ملائمة ذاته في الحياة الدراسية، فتدريب المعلم على كيفية القيام بدوره ، والمعلم الذي درس في الجامعة يتلقى تدريبا عمليا على المواد التربوية التي تقدم للتلميذ ، وخبراء التربية أدركوا أن العلم وحده لا يكفي بل لا بد من إضافة إلى العلم طرق التربية ليتمكن الأستاذ من معرفة نفسية التلميذ والنزول إلى مستواه.
الأستاذ هو العنصر الفعّال في عملية التعليم ولا بد أن يكون مؤمنا برسالته ومحبا لتلاميذه وان يكتسب خبرة في حسن طريقة التعلم بإخلاص وأمانة وحرصه على مرضاة الله تعالى.
ولقد بينت الدراسات أن التلاميذ أكثر استجابة نحو الأساتذة المتحمسين والمواد التي تقدم بذكاء وفعالية وبإخلاص.
إن الطلاب يحترمون الأستاذ اللين من غير ضعف أو تهاون، حيث يفسر الضعف أو التهاون بالعجز فيستغله الطلاب بالتسيب وهم يحبون المعلم الحازم من غير عنف أو قسوة لان القسوة تغرس في نفوس الطلاب الأسى والنفور، فغليظ القلب ينفضوا من
حوله، إذا توافرت فيه سمات ومميزات معينة فمن خلال هندامه المتزن وملابسه ونظافتها وترتيبها وتناسقها وتصفيف شعره والعناية بها فهذه الصفات هي التي تجعل الطلاب يقتربون منه، وما نراه اليوم عكس ذلك بل ينفرون منه لأن هذه الصفات نجدها في البعض تعكس ذلك .
إن من أهم ما يشغل هاجس الأستاذ اليوم هو كيفية إدارة القسم وما يحتويه من الطرق التي تساعد في التحكم، أين نحن اليوم من الأمس عندما كانت سلوكات المعلم التي تكسبه محبة ومهابة فهي الأسس النافعة في التعليم والتربية والإقبال على العلم والعمل بإحسان والاهتمام بالكتاب وتوظيفه بشكل جيد ومن خلاله يوظف الأستاذ أفكار الدرس ويحل أسئلته .
فيختار الأستاذ الأسلوب المناسب وينوع أساليبه دائما قدر استطاعته بكفاءة ويحقق فيها مستوى علميا مفيدا لو عرف الأستاذ كيف يؤدي مهنته على أحسن ما يرام ويطرح أفكاره ومشاكله، وهذا ما أدى بالتعليم اليوم إلى ما هو عليه ‘’إن الله يأمر بالعدل والإحسان ‘’ النحل 90
على المعلم أن يكون عادلا في التعامل مع أبنائه في القسم و المدرسة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024