زلزال أمريكا

بقلم: السيدة أمينة دباش
09 نوفمبر 2016

بكلمات بسيطة لم يستغرق في إلقائها 12 دقيقة، توجه الرئيس الجديد دونالد ترامب إلى الشعب الأمريكي، بعد ليلة ترقب وسيسبانس شدت انتباه وأنظار المتتبعين عبر العالماختيار الأمريكيين نزل كالصاعقة على البلدان والدوائر التي كانت واثقة ومتأكدة من نجاح هيلاري كلينتون، فنتائج هذه الرئاسيات ضربت عرض الحائط كل توقعاتهم وتحاليلهم وسبر آرائهممهما قيل فضّلت أمريكا المرشح المهتم بأوضاع شعبها الداخلية والذي سيأتي بمشاريع تنموية، مدركا ثقل المديونية، رأت فيه الرجل الجامع المنادي للشراكة مع الأمم، الرافض للتدخلات والصراعات غير المجدية، وببراغماتية رجل الأعمال يحبذ الاعتماد على السواعد الأمريكية لتحقيق تنمية شاملة، قائلا: نحن الذين سنحدد مصيرنافوز دونالد ترامب أرعب البلاطوهات التلفزيونية الغربية وأحدث زلزالا داخل الطبقة السياسية هناك، السبب واضح: الخوف من انتقال العدوى وقلب الموازين، خاصة في بلدان تتأهب لخوض معركة الرئاسيات، مثلما هو الشأن في فرنسا، التي كانت مارين لوبان أولى من وجهت تهانيها للرئيس الأمريكي 45كما أن هناك عامل مشترك تُعنى به سياساتهم الداخلية والخارجية ولم تغفله تعاليقهم الإعلامية، ألا وهو الكيان الصهيوني، رغم تطمينات الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية أنه مع دولة إسرائيل اليهوديةكلنا نعلم أن أي رئيس يأتي لا يستطيع الانفراد بسدة الحكم، بل هناك مؤسسات ودوائر قوية تشاركه القرارات، إن لم تُملِها، لأنها تضع مصالح أمريكا فوق كل اعتبار. ضف إلى ذلك، أن الممارسة السياسية كثيرا ما تختلف عن الخطاب الانتخابيباختصار، وبما أن الأمر يتعلق بقوة عظمى، الكل، عبر العالم، يتساءل عن انعكاسات سياسة ترامب الخارجية وكأنّ شعورا كونيا يوحي بتغييرات جيو استراتيجية مرتقبةيبقى أن ما يهمنا، كمنتمين إلى منطقة ساخنة، معرفة تعامل الرئيس الجديد مع بؤر التوتر التي خلفها سابقوه بتدخلاتهم الجهنمية ولم تخمد بعدالجزائر كبلد تربطها علاقات ثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية، مبنية على الاحترام المتبادل والشراكة المرتكزة على مراعاة مصالح كل طرف، يهمها الارتقاء بها وتنويعها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024