يناقش أساتذة كلية الآداب واللغات بجامعة عباس لغرور بخنشلة، اليوم الاثنين، من خلال الملتقى الوطني “الاستغراب المعاصر في الفكر والأدب.. قراءات في النظرية والمنهج”، حضوريا وعن بعد حضور إشكالية علم الاستغراب وفاعليته في رسم الاتجاهات الأساسية لراهن الحضارة الإنسانية.
يأتي هذا الملتقى بحسب منظميه “ليرسم برنامجا أو استراتيجية للاستغراب المعاصر تخرجه من مجال الوصف إلى مجال الفعل والممارسة، وتفتح المجال ميدانيا أمام المعربين للرد على المركزية الأوروبية في جميع المجالات، وبالطرق التي تجعل الحضارة العربية الإسلامية ترتقي إلى مصافها لخلق حضارة توازي الحضارة الغربية دون صراع أو عداء، لاسيما وأن الغرب لم يتحرّر بعد من مركب العظمة والتفوّق. والشرق لم يتحرّر أيضا من عقدة النقص، ومازال غارقا في أزماته وانتكاساته ولفتح الآفاق المعرفية لبناء وعي جديد وإعادة النظر في تاريخنا وتراثنا وعلاقتنا بذاتنا وبالآخر”.
وبناء على ما سبق يسعى الملتقى إلى إضاءة الزوايا المعتمة في الدراسات الاستغرابية وقضاياها في محاولة للإجابة عن جملة من المساءلات من بينها: إلى أي مدى يقترب الاستغراب المعاصر من آليات الاستشراق ومنهجه وأهدافه وقضاياه واتجاهاته؟، ما مدى إفادة النظريات المعاصرة كالنظرية ما بعد الكولونيالية من تصورات المستغربين المعاصرين في مواجهة التغريب الثقافي والرد على المركزية الأوروبية؟ ما هو دور المفكرين العرب المعاصرين في تحديد ملامح الاستغراب؟ وهل يمكن أن تنتهي إلى تأصيل تاريخي إسلامي للاستغراب أم أنه مجرد رؤية انفعالية استشراقية مضادة؟، كيف تمثل السرد العربي الحديث والمعاصر قضايا الاستغراب؟.
ندوة “الاستغراب المعاصر في الفكر.. قراءات في النظرية والمنهج” تروم إلى تحقيق جملة من الأهداف “أهمها التعرف على الاستغراب وجذوره التاريخية”، “تسليط الضوء على الفرق بين منهج الاستشراق في دراسة الشرق ومنهج الاستغراب في معرفة الغرب”، “التعرف على جهود المفكرين المعاصرين ورؤيتهم النظرية والمنهجية للاستغراب”، و«التعرف على تجليات قضايا الاستغراب في السرد العربي الحديث والمعاصر”.
ويناقش الملتقى سلسلة من المحاور، يخص الأول “الاستغراب والاستشراق مقاربات في المصطلح والمفهوم الجذور والامتداد، الأهداف.. الآليات والمنهج”، المحور الثاني يتناول “قضايا الاستغراب المعاصر (الاستغراب في مواجهة التغريب الثقافي، الاستغراب والرد على المركزية الغربية، الاستغراب وإشكالية النقل من الغرب، الاستغراب ومسألة الهوية، الحضارة الغربية بعيون شرقية، الاستغراب ونظرية ما بعد الكولونيالية، الاستغراب والتعددية الثقافية)”.
ويناقش المحور الثالث موضوع “من نقد الاستشراق إلى نقد الاستغراب، على ضوء قراءات في كتابات المفكرين المعاصرين حول الاستغراب ومنهجه عند (حسن حنفي محمد عابد الجابري، مالك بن نبي، محمد أركون، عبد الوهاب المسيري، أحمد الشيخ الطيب تيزيني عبد الله الشارف محمد إلهامي، علي إبراهيم النملة، وغيرهم)”، كما سيتم التركيز في المحور الثالث على “الاستغراب في السرد العربي الحديث والمعاصر، وفق مقاربات تطبيقية في الرواية وأدب الرحلة.. الصور النمطية للآنا والآخر / شرق غرب، التغريب الثقافي، المنفى وانزياحات الهوية، صراع الحضارات والهيمنة الاستعمارية”.