عرضت تجربتها في أدب الطّفل بفضاء بشير منتوري..بومغار:

غياب المكتبات المدرسية أثــر على علاقــة الطّفـل بالقراءة

فاطمة الوحش

احتضن فضاء بشير منتوري بوسط العاصمة لقاءً أدبيا خصّص لتقديم تجربة الكاتبة دليلة بومغار في أدب الطفل، بحضور مهتمين بالشأن الثقافي والتربوي، حيث شاركت الكاتبة جوانب من رحلتها في الكتابة الموجّهة للصغار، وسلّطت الضوء على التحديات التي تواجه هذا النوع من الأدب في الجزائر.

 أكّدت دليلة بومغار أنّها اختارت التوجه إلى عالم الطفل لغياب ما وصفته بـ “المحتوى المحلي الجاد والموجّه”، مشيرةً إلى أنّ رصيدها الأدبي يتضمّن عدة سلاسل قصصية، من بينها “مغامرات كيبيك القنفذ” و«مغامرات فلوكون الخروف”، اللتان صدرتا عن منشورات القصبة عام 2015، إلى جانب إصدار حديث باللغة الإنجليزية بعنوان Amin and Leyla discover Emir Abdelkader، عن منشورات الفيروز سنة 2024. وأوضحت أنّ هذا العمل الأخير يمزج بين الحكاية والمعلومة التاريخية، ويهدف إلى تعريف الطفل الجزائري بشخصية الأمير عبد القادر بطريقة مبسطة وجذابة.
وذكرت الكاتبة بأنّ الطفل لا يتفاعل مع الخطاب المباشر، بل يحتاج إلى وسيلة محفّزة تشدّه، مؤكّدة أنّ الكتاب قادر على أن يفتح له أبواب الخيال والإبداع، ويساهم في تكوين شخصيته وتنمية حسه التعبيري. ولفتت إلى أنّ العلاقة بالكتاب لا تنحصر في القراءة الصامتة، بل يمكن أن تتفرّع إلى أنشطة كالمسرح والرسم، ممّا يُعمّق تفاعل الطفل مع النصوص.
وأشارت بومغار إلى وجود فراغ واضح في المدارس الجزائرية، يتمثل في غياب المكتبات المدرسية، وهو ما ينعكس ـ حسبها ـ سلبًا على علاقة الطفل بالقراءة. وأضافت أن الطفل لا يولد قارئا، بل يجب أن يُربّى على حب الكتاب منذ الصغر، عبر محيط محفّز ومتوفر على مواد مناسبة لمرحلته العمرية. وأكّدت أنّها لاحظت خلال زياراتها للعديد من المكتبات أن الإنتاج المحلي الموجّه للأطفال شبه منعدم، مقابل هيمنة شبه تامة للكتب الأجنبية، وهو ما اعتبرته مؤشرًا خطيرًا على غياب سياسة دعم حقيقية لأدب الطفل.
وفي هذا السياق، صرّحت بومغار أنّها واجهت، مثل غيرها من الكتّاب، صعوبات في النشر، مبرزة أنّ العديد من دور النشر ترفض استقبال الأعمال الموجهة للأطفال، بحجج تجارية صرفة. ولفتت إلى أنّ غياب المبادرات الرسمية والتشجيع المؤسّساتي دفعها إلى اتخاذ مبادرة فردية، فقرّرت أن تكتب وتنشر من أجل المساهمة، ولو بشكل بسيط، في دعم ثقافة الطفل وتشجيعه على المطالعة.
كما لفتت الكاتبة إلى أنّ كل اللغات جميلة وقادرة على احتضان الإبداع، لكنها شدّدت على أهمية ألا تأتي اللغات الأجنبية على حساب اللغة الأم، التي يجب أن تظل حاضرة في وجدان الطفل وفي ما يُقدَّم له من محتوى.
وختمت مداخلتها بالتأكيد على أنّ الطفل ليس فئة هامشية، بل هو نواة المجتمع، وما يُقدَّم له اليوم من محتوى فكري وثقافي سيحدد نوعية الفرد الذي سيصبحه غدا. وأضافت أنّ الكتاب ليس وسيلة للترفيه فحسب، بل هو حق ثقافي وتربوي ينبغي أن يُصان، ويُدعم، ويوضع ضمن أولويات السياسات التعليمية والثقافية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19825

العدد 19825

الخميس 17 جويلية 2025
العدد 19824

العدد 19824

الأربعاء 16 جويلية 2025
العدد 19823

العدد 19823

الثلاثاء 15 جويلية 2025
العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025