يحتضن المتحف الوطني للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، معرضا تشكيليا يضم نحو 60 عملا فنيا، أنجزها فنانون عالميون، سبق وأن استفادوا من إقامة فنية في “فيلا عبد اللطيف”، المعلم الثقافي العريق الذي يعد اليوم مقرا للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي.
وتوزعت المعروضات بين قاعة “بشير يلس” و«بهو الاستقبال”، واشتملت على لوحات زيتية ومائية، ومنحوتات، ونقوش، وميداليات، تتقاطع جميعها في استلهامها لعمارة الفيلا المتوسطية، وطابعها الفني الفريد، ومحيطها الطبيعي الساحر.
ويأتي المعرض، في إطار البرنامج الصيفي للمتحف، كخطوة لإبراز العلاقة العميقة بين الفنان والمكان، كما تعيد هذه التظاهرة إحياء التجارب الفنية التي احتضنتها الفيلا منذ سنة 1907، حيث استقبلت على مرّ العقود 89 فنانا من رسامين ونحاتين ومهندسين معماريين ومصممين، من أبرزهم ليون كانفي، برانديل، وبوشان.
وتعود أقدم الأعمال المعروضة إلى الفنان “ليون كوفي” أول من أقام في الفيلا سنة 1907، بينما تمثل أعمال الفنان “تيليبي” الذي أقام بها سنة 1961، الأحدث من حيث الترتيب الزمني ضمن هذا المسار التاريخي.
ويضم المعرض أعمالا تعرض لأول مرة، وأخرى سبق تقديمها في مناسبات سابقة، مما يتيح للزائر قراءة متجددة لتجربة الإقامة الفنية في هذا الفضاء، كما يسلط الضوء على مساهمة المتحف الوطني للفنون الجميلة في دعم هؤلاء الفنانين، من خلال اقتناء عدد من أعمالهم، وتنظيم معارض دورية أسهمت في إبراز تجاربهم وإشعاعهم الفني.
واللافت أن بعض الفنانين اختاروا الاستقرار في الجزائر بعد انتهاء إقامتهم، واندمجوا في الحياة الثقافية والفنية المحلية، مضيفين إلى رصيدهم لمسة جزائرية بأساليب تراوحت بين الواقعية والانطباعية، التي كانت سائدة آنذاك.
ومن المرتقب أن يتواصل المعرض، خلال شهر سبتمبر المقبل بشطر ثان، يخصص لأعمال فنية تتمحور حول المناظر الطبيعية والبورتريهات في مواصلة لرحلة فنية ثرية، تضع فيلا عبد اللطيف في قلب المشهد الثقافي الجزائري كفضاء جسد ومزال تلاقي الفن بالهوية والمكان.