في كتابـه الجديـد الصادر عـن دار “خيال”

بــن قليـل يرصـد البنيــة الحجاجية في تفســير الطبري

أسامة.إ

«الآليات الحجاجية في تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري، سورة الرعد وإبراهيم أنموذجا”..هو الكتاب الذي صدر حديثا للدكتور حليم بن قليل. ويحاول الكتاب، الصادر عن دار “خيال”، رصد أبرز الآليات التي اعتمدها الطبري في بناء خطابه التفسيري، والكشف عن البنية الحجاجية التي يقوم عليها هذا التفسير، الذي يعتبر من النماذج التفسيرية الرائدة التي تجلت فيها هذه الخصائص الحجاجية بوضوح.

صدر حديثا، عن دار “خيال” للنشر، كتاب “الآليات الحجاجية في تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري، سورة الرعد وإبراهيم أنموذجا”، للدكتور حليم بن قليل (جامعة برج بوعريريج).
ويعد “تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن”، للإمام محمد بن جرير الطبري، من النماذج التفسيرية الرائدة التي تجلت فيها هذه الخصائص الحجاجية بوضوح، إذ اتسم منهجه بصرامة علمية وتأن نقدي، جعله يستعرض الأقوال المختلفة، ويمحصها، ويناقشها بمنطق جدلي رصين، متوسلًا في ذلك بأدوات لغوية وبلاغية ومنطقية تعزز قدرته على الإقناع، وتثري رؤيته التأويلية للنص القرآني. فالطبري لا يكتفي بمجرد عرض الأقوال، بل يحرص على إقامة الأدلة، واستحضار الشواهد، واستقراء السياقات، وتفكيك البنى اللغوية والدلالية، مما يمنح تفسيره طابعًا جدليًا حواريًا، يزاوج بين الرواية والدراية، وبين الفهم النصي والاستدلال العقلي.
وانطلاقًا من هذا المعطى، تندرج هذه الدراسة، التي يتضمنها الكتاب، في إطار الكشف عن البنية الحجاجية التي يقوم عليها هذا التفسير، ورصد أبرز الآليات التي اعتمدها الطبري في بناء خطابه التفسيري، سواء تلك التي تنبع من داخل النص القرآني، أو التي ترتبط بالسياق الخارجي المحيط به، أو التي تفرضها طبيعة الخلافات الكلامية والفقهية في زمنه.
ومن هنا، يطرح الكاتب إشكالية مركزية مفادها: ما طبيعة الآليات الحجاجية التي وظفها الطبري في تفسيره لسورتي إبراهيم والرعد؟ وكيف ساهمت هذه الآليات في بناء الخطاب التفسيري وتوجيهه نحو غايات معرفية وجدلية محددة؟
وتجدر الإشارة إلى أن الكاتب ليس حديث العهد بهذا النوع من المواضيع، وعلى سبيل المثال، كانت رسالة الدكتوراه، التي ناقشها الدكتور حليم بن قليل، العام الماضي، بكلية الآداب واللغات بجامعة “محمد البشير الإبراهيمي” برج بوعريريج، حول “منهجية تدريس المتون النحوية، ألفية ابن مالك والآجرومية أنموذجا”.
وسلطت الدراسة الضوء على المنهجية المتبعة والطرائق المنتهجة في تدريس أهم متنين نحويين هما متن الألفية والآجرومية، وقد تناول بن قليل في هذه الدراسة مجموعة من القضايا النظرية والتطبيقية، حاول في بدايتها تتبع المتون النحوية، من حيث نشأتها وبيان أنواعها، وكذا الوقوف على منهجيات تدريس النحو، ثم عمد إلى الحديث عن الألفية والآجرومية محاولا الوقوف على أهم خصائصهما التعليمية، مهتديا في نهاية آخر فصل إلى الوقوف عند منهجية تدريس الالفية والآجرومية في إحدى أعرق المدارس القرآنية بحواضر توات بالجنوب الجزائري، وهي “المدرسة القرآنية الإمام العبقري بن أب المزمري بتيميمون”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19849

العدد 19849

الخميس 14 أوث 2025
العدد 19848

العدد 19848

الأربعاء 13 أوث 2025
العدد 19847

العدد 19847

الثلاثاء 12 أوث 2025
العدد 19846

العدد 19846

الإثنين 11 أوث 2025