زيد الخير: ملمح للتنوع والتلاحم والتوق نحو السمو والتألق
يتناول الكاتب محمد بوعزارة في كتابه الجديد “شخصيات رائدة من الأغواط”، مسار أكثر من أربعين شخصية من أبناء ولاية الأغواط، مسلطًا الضوء، بالمناسبة، على جزء من تاريخ المنطقة العريق الذي صنعته إنجازات هؤلاء في النضال والمقاومة والعلم والمعرفة والثقافة والسياسة وغيرها من مجالات الحياة.
يقول الكاتب والصحفي والبرلماني السابق محمد بوعزارة، متحدثًا عن فكرة إصداره الأخير “شخصیات رائدة من الأغواط”، إنها راودته منذ أعوام، ليجمع فيه ما استطاع من أفكار ومعلومات عن بعض القامات التي ذاع صيتها في العديد من المجالات.
وأضاف بوعزارة في تصريح لـ«الشعب” قائلا: “لقد حاولت أن أنجز هذا العمل المتواضع لتعريف الأجيال ببعض ما أنجزته هذه الشخصيات التي تركت بصمات خالدة في مجالات متعددة، سواء كانت في الوطنية والجهاد والمقاومة الشعبية وثورة أول نوفمبر الخالدة، أو في الثقافة والفكر والفن والتاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع، وكذلك في تسيير الشؤون العامة والاقتصاد وغيرها من العلوم والمعارف”.
كما كشف بوعزارة أنه حاول من خلال كتابه الجديد، عن “دار امتداد للنشر والتوزيع”، أن يبرز أن “الأغواط التي كانت منذ القدم مركز إشعاع لمختلف المعارف والعلوم، كانت كذلك قلعة للوطنية والجهاد، وحصنًا للثورة، ومهدًا للوطنية الخالصة والثورية الأصيلة”.
كما ارتأى بوعزارة أن يشاركه في هذا الكتاب عدد من الكتاب والدكاترة الذين عرفوا بعض الشخصيات الأغواطية المميزة، ذكر منهم ـ على سبيل المثال ـ الباحث والصحفي الأستاذ عمر بلخوجة الذي تناول شخصية الثائر والصحفي والمجاهد محمد بن سالم المعروف بـ«بوشوشة”، إلى جانب الدكتور مولود عويمر الذي كتب عن المفكر الإسلامي الدكتور علي مراد، والدكتور توفيق جعمات الذي تناول سيرة العالم الجليل أحمد قصيبة.
وفي تقديمه لكتاب “شخصيات رائدة من الأغواط”، خط الدكتور مبروك زيد الخير: “قد سعدنا بكتاب الصحفي الألمعي، والنائب البرلماني الأحوذي، الأستاذ الكاتب الأريب، والمثقف المتميز، محمد بوعزارة، الذي طالما أسعف المكتبة الجزائرية في هذه الفترة الأخيرة بكتب أثيرة، أبان فيها عن قدرة باهرة، ومكنة ظاهرة، لخّص بها تجربته في الصحافة والنيابة، وقدم بوعي وتبصر معايشة كثير من رجالات الجزائر الأبرار، ومثقفيها الأخيار”.
وأضاف: “وكان آخرها هذا السفر الأنيق، الذي طُلب منا أن نضع له تصديرًا، ونحن على يقين بأنه مستغنٍ بمضمونه، وغزارة معلوماته، وقوة سبكه، وتنوع موضوعاته، ولغته السهلة الممتنعة، وعبارته البليغة الجامعة، عن أن يُقدم له، فهو يقدم نفسه بنفسه، ويكتسي أهمية بالغة في فن التراجم والإخوانيات، من حيث إسهامه في تخليد رموز من مجتمع الأغواط الأصيل، الذي شهد بطولات جمة، وثقافة أصيلة راسخة، وكان نسيجًا حضاريًا ساميًا يمثل ملمحًا للتنوع والتلاحم والتوق نحو السمو والتألق”.
ومن بين الشخصيات الرائدة التي تطرّق لها الكتاب في 280 صفحة: الرائد عمار ثليجي، ونور الدين جودي، ومحمد السوفي، ومحمد فشكار، وعبد الحميد بن موسى، ومحمد رويغي، ورائد علم الفلسفة في الجزائر الدكتور محمود يعقوبي، وعالم الاجتماع الراحل محمد السويدي، والمفكر علي مراد، والشيخ أبوبكر الحاج عيسى، إضافة إلى بطل المقاومة الناصر بن شهرة، والفنان المبدع الطيب العيدي، والفنان المبدع محمد الجودي المعروف بـ«الري مالك”، وأول مترجم لمعاني القرآن الكريم في العالم أحمد العيمش.
