يرى الفنّان نور الدين ضيف الله، أنّ المسرح يعد من أهم الوسائط الثقافية للتنشئة المثالية للأطفال، ومن أهم السبل للوصول إلى عقولهم، وأكّد أن المسرح في العموم من الفنون الهامة، غير أنّ مسرح الطفل أكثر أهمية لاعتبارات عديدة، بينها تنشئة الطفل على التعامل بأريحية.
يؤكّد ضيف الله أنّ ترسيخ القيم الأصيلة في المجتمع يبدأ على خشبة المسرح دون تلقين مفتعل أو متعمّد، وأضاف أنّ الجهات الوصية صارت تولي أهمية قصوى لهذا النوع من الفنون لسببين أساسيين، هو أنّ مسرح الطفل يعتبر ركيزة هامة للفرجة والتعلم، والسبب الثاني هو بناء جيل واع ومثقّف.
وفي سياق حديثه، أشار ضيف الله إلى أنّ الفن الرابع في الجزائر عموما يعاني من شح النصوص، خاصة منها تلك الموجّهة للطفل، وقال: “قلة النصوص المسرحية تأخذنا إلى الكتابة الجماعية أو الاقتباسات النصية، فالكتابة للطفل تحتاج عدة عناصر ومقومات، منها فهم ما يحتاجه الطفل، وكيفية التوصل إلى ما يحقّق له الاستمتاع بخياله، إضافة إلى ضرورة التدقيق في اللغة المستعملة”.
ويرى ضيف الله أنّ تطور النص المسرحي للطفل بدأ يأخذ حيزا واسعا في الوقت الراهن، مع التقدم التكنولوجي والاعتماد على الخيال العلمي ومسرح خيال الظل..، وقال: “هذه كلها مقوّمات تجعلنا نحاول فهم الطفل وما يحتاجه، وكيفية رسم خارطة فنية مفيدة في تنشئته”، ويضيف أن المسرح يقدّم المتعة والفرجة إلى جانب ما هو تربوي، أو توعوي، ومن ذلك - على سبيل المثال - الحفاظ على البيئة، النظافة، التشجير، الصداقة، المعرفة، مبرزا أنّها رسائل تُبعث في قالب مسرحي وتجسّد على الخشبة، ليختم بقوله: “اختيار النص ليكون بنّاءً، واجب بالضرورة، وصدق من قال أعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما”.
