قدّم الكاتب محمد النذير صخري، خلال نزوله ضيفا على المكتبة الوطنية الجزائرية، في إطار سلسلة جلسات “منتدى الكتاب”، بندوة “الأدب الأمازيغي في منشورات الستينية”، قراءة في روايته التاريخية “الربيع الشاهد” التي تروي واقعة “العصفور الأزرق” التي جرت أحداثها في إحدى قرى بني ورثيلان إبان ثورة التحرير الجزائرية المباركة.
وقال صخري إنّ روايته مستوحاة من أحداث وقعت أثناء الثورة التحريرية، كاشفا بأنّ الرواية صدرت عن دار امتداد سنة 2021، لتعيد وزارة الثقافة والفنون طبعها في ألف نسخة، مشيرا إلى أنّها مستوحاة من الواقع، حيث تعود أحداثها إلى ربيع سنة 1958 أثناء الثورة التحريرية بإحدى قرى بني ورثيلان. وقال “اعتمدت فيها على شهادات خاصة من السيدة “نّا زوينة”، والتي كانت شاهدة على مختلف الأحداث بالقرية، كان عمرها آنذاك 18 سنة، وما تزال تحفظ قصيدة أعطتني إياها، كانت نسوة القرية يردّدنها بعد خروج المجاهدين، واستشهاد 11 فردا من أبناء تلك المنطقة، حيث كنّ يمدحن جهادهم”.
وفي ذات السياق، قرأ الكاتب أبيات من تلك القصيدة بالأمازيغية، ثم بالعربية، وقد برزت فيها إضافة إلى تاريخ الثورة، معالم من البيئة القبائلية، علما أنّ الكاتب أوضح أنه قسّم روايته إلى جزئيين، أوّلهما خاص بأحداث الثورة التحريرية المجيدة، والآخر يحوي قيما وخصوصيات قبائلية، منها العادات والتقاليد.
وفي سياق متصل، تحدّث الكاتب عن عملية “العصفور الأزرق” التي أطلقتها فرنسا لضرب الثورة، لكنّها فشلت في الأخير. وفي هذا المضمون تأتي الرواية التي تروي حكاية 11 سجينا جزائريا من قرية “آث شبالة”، اقترحت عليهم السلطات الفرنسية الإفراج مقابل التعاون معها لضرب المجاهدين، حيث زوّدتهم بالأسلحة، غير أنّهم وفور خروجهم من السّجن، انضمّوا إلى جيش التحرير الوطني إلى أن سقطوا في ميدان الشرف، بعدها قرّرت فرنسا إبادة القرية، لكنّها تراجعت، واكتفت باعتقال كثير من رجالها.
للإشارة، عرفت المناقشة ثراء وتنوّعا، خاصة مع مداخلة البروفيسور منير بهادي مدير المكتبة الوطنية الذي أشار إلى أنّ الأدب الأمازيغي متميّز بجمالية النص، واللّغة، وتجاوز المجاز، مثمّنا رواية “الربيع الشاهد” التي وظفت الأحداث التاريخية باقتدار، كما أكّد بعض المتدخّلين على توفيق الكاتب في استحضار الشخوص، والحوار، والاعتماد على اللّغة الراقية الأقرب إلى الشعر.
