أحيت الأسرة الثقافية لولاية بومرداس الذكرى الـ29 لرحيل الروائي الكبير رشيد ميموني، وأشعلت مجدّدا شمعة لتنير مسيرة حافلة من الإبداع الأدبي، كانت قد انطفأت بديار الغربة ذات يوم من تاريخ 12 فيفري 1995، حيث بادرت مديرية الثقافة والفنون إلى تنظيم ملتقى وطني جمع عددا من الأساتذة الأكاديميين وباحثين في مجال الرواية والنقد الأدبي، في محاولة للتعريف بمآثر الكاتب، خاصة لدى طلبة التخصّص بالجامعة بالتركيز على أهمية ترجمة أعماله من الفرنسية إلى العربية.
عادت محطة رحيل الروائي الكبير رشيد ميموني لتجمع من جديد الأسرة الأدبية والفنية في ملتقى احتضنته دار الثقافة التي تحمل اسمه، وهي المجتمعة أصلا أو المتقاطعة آراؤها على مكانة وعبقرية المبدع الذي قدم أعمالا خالدة، ساهمت في إثراء المكتبة الجزائرية والعالمية بكتابات لا تزال محفوظة في ذاكرة المثقف الجزائري، خاصة بالنسبة للذين يملكون ميولا للقراءة باللغة الفرنسية باعتبار أنّ الكاتب قدّم كلّ قصصه الروائية بلغة فولتير بعضها ترجم إلى لوحات فنية مسرحية أهمها رواية “النهر المحول” التي تعتبر من أهم إبداعات الكاتب وأكثرها مقروئية وإقبالا من قبل الباحثين والنقّاد.
وقد شكّل اللّقاء حسب عدد من الأساتذة المشاركين، فرصة لتجديد العهد بمسيرة الراحل ومحاولة التذكير بمآثره الأدبية والتعريف بها أكثر، وهو ما أوضحته رئيسة قسم الترجمة بجامعة تيزي وزّو التي حاضرت حول “أدب رشيد ميموني في اللّغات الوطنية”، ومداخلة أخرى للباحث حميد ابري ناقش فيها “ترجمة أعمال ميموني إلى اللغة الأمازيغية”، إضافة إلى قسم الأدب بجامعتي الجزائر والبليدة، حيث ألقت الباحثة نوال كريم محاضرة بعنوان “ترجمة الألم بالكلام” لعرض جانب من المؤلّفات، في حين اختار الأستاذ حسان اعراب رواية “طومبيزا” تناول فيها جمالية المأساة، أما الروائي الكبير عبد الحميد بورايو المختص في الأدب الشعبي والأكثر إلماما ودراسة للكاتب، فقد قدّم محاضرة تناولت كتاباته باللغة العربية كثمرة لمجهوداته في ترجمة رواية “النهر المحول” الصادرة سنة 1982، في حين تكفّل الروائي لحبيب السايح بترجمة رواية “شرف القبيلة” الصادرة سنة 1984.
