أكد الكاتب والفنان اسماعيل اليزيد أنه حاول في كتاب “فحلات الحرية” تسليط الضوء على دور المرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية الكبرى، وقدم عدة أسماء لمناضلات جزائريات شهيدات ومجاهدات ضحين بأنفسهن في سبيل الحرية والسيادة الوطنية.
وقال اليزيد إن كتابه يثمّن سيرة نساء عظيمات لا يعرف عنهن الجيل الجديد سوى معلومات قليلة، وقد تضمّن الكتاب أسماء لطبيبات أسنان ومعلمات وفنانات وربات بيوت ليرصد تفاصيل حول الجانب النضالي من حياتهن.
وذكر اليزيد أن كثيرات من الفحلات الجزائريات لمعت أسماؤهن في سماء القضية الوطنية منذ دخول الاحتلال الفرنسي، مثل المقاومات لالة فاطمة نسومر ولالة زينب القاسمي، والشهيدات حسيبة بن بوعلي ومليكة قايد وفضيلة سعدان، والمجاهدات الجميلات الثلاثة، جميلة بوحيرد، وجميلة بوعزة، وجميلة بوباشا، إضافة إلى سامية لخضاري، وهنّ اللواتي قمن بدور رائد في الكفاح الوطني.
وقال المتحدث: “هذا ما جعلني أساهم بكل تواضع في نقل نضال وكفاح المرأة الجزائرية إبان الاستعمار الفرنسي”، وأضاف: “لقد تبلورت فكرة كتابة هذا العمل الذي يندرج ضمن طابع يميل إلى الأدب أكثر من التاريخ، من خلال حصة تلفزيونية بعنوان “الأمجاد” تحاول استقطاب شريحة الشباب والأطفال، كي تمنحهم دفقة من التاريخ، فجمعت في “فحلات الحرية” نسوة لسن كباقي النساء، قررن حمل القضية الوطنية.
ومن أبرز الفحلات اللواتي تحدث عنهن اليزيد، مامية شنتوف، حملال نسيمة، فطيمة زكال بن عصمان، نفيسة حمود، كما تحدث عن طبيبات أسنان ومعلمات، أغلبهن كن نساء في العشرينيات من أعمارهن.
وإلى جانب ذلك، خصّص اليزيد جزءا من الكتاب الذي جاء في حوالي 290 صفحة، للحديث عن أصدقاء الجزائر من فئة النساء، منهن من توفين ومنهن من مازلن على قيد الحياة، كالمجاهدة المدعوة “زهرة لالموند” زوجة المناضل أحمد دا حوى التي وقفت ضد سياسة المستعمر وقررت أن تكون في صف الثورة الجزائرية العادلة، كما تطرق في جزء آخر إلى فنانات كتبن أسماءهن بماء الذهب أمثال الفنانة بهية فرح وقوسم مدني شقيقة فضيلة دزيرية وغيرهن، كما اختار الحديث في جزء آخر من كتابه عن نساء ضحين بدراستهن مع أنهن كن من ألمع وأنجب الطالبات مثل المجاهدة نوارة عزوڤ زوجة مطرب الثورة زروقي علاوة الذي كان يستعمل الأغنية كسلاح ضد الاستعمار، وتعتبر أول امرأة في تيزي وزو متحصلة على شهادة جامعية.
للإشارة، تمّ اللقاء بحضور المجاهدة زليخة بن قدور التي قدمت بدورها شهادات حية في حق قائمة طويلة من المناضلات، وأشادت بكتاب “فحلات الحرية”، الذي وصفته بـ«أوراق مرجعية بحثية هامة”، كما تمنّت أن يساهم الباحثون في التاريخ وسائر الأقلام الأدبية في كتابة وتوثيق السير النضالية لأجدادنا المجهولين بالخصوص، لتعزيز الروح الوطنية وخدمة لذاكرة الأمة.
