“نادي الفنّ السابع” عرض فيلما قصيرا

أول ثمرات سينما الجامعة.. “زهرة”..

احتضنت جامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله، الخميس بالجزائر العاصمة، عرض الفيلم الروائي القصير “زهرة” للمخرج ابراهيم دندن، وذلك في إطار نشاطات نادي “الفنّ السابع” التابع للجامعة والرامية إلى تفعيل الحركية الفنية والثقافية لدى الطلبة.
وفي إطار الاحتفال بمرور سنة على تأسيس هذا النادي، تم عرض فيلم “زهرة” الذي قام المخرج أيضا بكتابة السيناريو، حيث يروي عبر 15 دقيقة قصة طفلة صغيرة تنفتح على الحياة، من خلال طرح مجموعة من الأسئلة الوجودية المتعلّقة بالحياة والموت خاصة في غياب الأم المتوفية.
واستطاع المخرج الشاب في أول تجربة سينمائية له، أن يترجم مشاعر هذه الطفلة المقبلة على الحياة والتي تعيش رفقة والدها وجدّتها بعد أن فقدت والدتها مبكّرا وهي لا تعرف عنها الكثير، لكنّها تفكر فيها من خلال سلسلة من الأسئلة المتعلّقة بالحياة والموت، والتي لا تجد لها إجابات وافية في محيطها الاجتماعي، الذي لا يعير اهتماما لمشاعر الأطفال وأفكارهم التي قد تكون عميقة ومؤثّرة.
واختار المخرج ديكورا واقعيا في أحد المناطق بالجزائر، حيث يقع بيت بسيط بساحة واسعة وأشجار تشكّل الفضاء التأمّلي لهذه الطفلة، والتي سرعان ما تقرّر أن تفصح عما يختلجها من أفكار وتواجه به معلّمها في المدرسة القرآنية ووالدها وجدّتها وحتى صديقتها.
وبشاعرية كبيرة جدّا يغوص الفيلم في الحياة البسيطة لـ«زهرة” معتمدا على حوارات تكاد تكون عفوية وقصيرة بين شخصيات الفيلم التي انخرطت بدورها في الحوار الفلسفي العميق دون تكلّف أو مبالغة.
وقد بدت جليا النزعة الرومانسية للمخرج الذي استند إلى تجربته الذاتية أيام الطفولة ومعايشته لهذه الحالة المفصلية في الحياة، وكيف أنّ الهوة الفاصلة بين عالمي الكبار والصغار يمكن أن نجد لهما رابطا يحرّر الأذهان من كلّ العقد التي قد تتشكّل بمرور الزمن.
كما عبّر عن الحياة والأمل والإيمان والعائلة وأصل البداية والنهاية برمزية جميلة، من خلال إقدام “زهرة” على غرس مجموعة من النباتات وسقيها لتعيش تجربة الميلاد، وتفهم معنى الحياة بكثير من الحرية.
وضمن إضاءة طبيعية ووسائل تقنية محدودة تمثلت في كاميرا واحدة التقطت عبرها لقطات كبيرة ومتوسطة، تظهر الشخوص في محيطها وتمنحهم أفقا واسعا وتحرّرهم من المكان والزمان اعتمد المخرج على مبدأ اللوحة الواسعة دون تكليف، وهو ما أعطى جمالية خاصة ومريحة لدى المتلقي.
وقال رئيس نادي “الفنّ السابع”، عباس فيصل، أنه تم اختيار عرض هذا الفيلم لأنه فاز بالمرتبة الثالثة وطنيا في مسابقة الأيام الوطنية “ميلاح” للفيلم الوثائقي والروائي القصير، ولكونه أيضا يجسد تجربة شابة وطموحة في مجال السينما، ويتوافق مع أهداف مشروع سينما الجامعة الذي تم إطلاقه بموجب اتفاقية مبرمة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الثقافة والفنون لتشجيع الطلبة على النشاط الفني، خاصة في مجال السينما والمسرح.
وأشار في ذات السياق، إلى أنّ هذا النادي حقّق خلال سنته الأولى عددا من الأهداف أبرزها المشاركة في دورات تكوينية نظمتها المؤسّسات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة والفنون، وكذا المشاركة في الجلسات الوطنية للسينما، وأيضا الانخراط في الشبكة الوطنية للنوادي السينمائية التي أعلن عن تأسيسها مؤخرا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024