أيام سكـيكدة الوطنية للشـعر الشعبي

ترسـيم الملـتقــى وجعله منـبرا للأدب الـشعبـي

سكيكدة: خالد العيفة

نظّم، قصر الثقافة والفنون لسكيكدة، على مدار 03 أيام كاملة، فعاليات “أيام سكيكدة الوطنية للشعر الشعبي”، تزامنا والاحتفالات المخلّدة لذكرى اليوم الوطني للشهيد المصادفة لـ18فيفري من كلّ سنة، تحت شعار “القصيدة الشعبية.. تراث وأصالة”، وسط حضور ومشاركة كبيرة لشعراء الشعر الشعبي، من مختلف ولايات الوطن.

تضمّنت التظاهرة الثقافية، قراءة شعرية ومحاضرة بعنوان “دور الشعر الشعبي في محاربة الاحتلال”، وكذا الإعلان على جائزة فلسطين، التي أقيمت خلال هذه التظاهرة وشارك فيها كلّ الشعراء، تأكيدا للموقف الثابت للجزائر والجزائريين مع قضية الأشقاء الفلسطينيين، حيث كانت من نصيب الشاعر عبد الحميد عناد عن قصيدته “سجّل يا تاريخ”، وتكريم الوجوه الشعرية الحاضرة بهذه الفعّالية، على وقع حفل ختامي في طابع التراث.
خرج الملتقى، بتوصيات، جاءت على لسان الشاعر نور الدين طيبي، منها العمل على ترسيم الملتقى وترقيته ليكون محطة مهمة للأدب الشعبي دراسة وتحيينا للإبداع الشعري الشعبي في الجزائر، توثيق منجز هذه الطبعة وتمكين المواطنين والطلبة من الاطّلاع عليه قصد الاستفادة منه عبر كلّ المرافق الثقافية والتعليمية والإعلامية بالولاية، ومن بين التوصيات كذلك التأكيد على إشراك الفاعلين الثقافيين والمبدعين في مجالي المسرح والموسيقى في الطبعة القادمة، مع برمجة ندوات حول دور الشعر الشعبي في ترقية هذين المجالين.
جاءت التظاهرة الثقافية، في إطار تعزيز دور ومكانة الشعر الشعبي والمحافظة على التراث الوطني وترقيته وطنيا ودوليا، في ظلّ التحديات العديدة من عولمة إلكترونية وغيرها من التحديات، بالإضافة إلى إبراز مساهمته في مقاومة الاحتلال، وكذا العمل على خلق جسور التواصل الدائم بين شيوخ الشعر الشعبي والشباب المعاصر والتعريف بالموروث الثقافي المتنوّع، من خلال تنظيم أمسيات شعرية من تنشيط مشايخ الشعر الشعبي المشاركين من مختلف ولايات الوطن، تتخللها محاضرات، ومداخلات من طرف أساتذة مختصين في الثقافة الشعبية الأصيلة وعلم الاجتماع، بالإضافة إلى زيارة معارض، وتنظيم زيارات ميدانية للمعالم السياحية والثقافية بالولاية.
يقول نور الدين بودماغ، مدير قصر الثقافة مالك شبل، إنّ الشعر الشعبي الجزائري الملحون من الفنون الأدبية الشعبية شاسعة الاستخدام في الثقافة الجزائرية، فهو يندرج ضمن التراث الشعبي الشفوي للشعوب والأمم، إذ أنّ هذا الأخير يستعمل للتعبير عن الملكات الخلاّقة التي تصدر عن شخصية الفرد، وأضاف أنّ الشعر الشعبي يتألّف من الحكايات وأغاني وأمثال يدرس من خلالها الشاعر جميع جوانب الحياة، كالجانب العقائدي والاجتماعي والسياسي، فيعبّر عن وجدانه ويمثل تفكيره ويعكس اتجاهاته ومستوياته الحضارية.
وجاءت هذه الأيام، حسب نور الدين بودماغ، للاحتفاء باليوم الوطني للشهيد 18 فيفري من كلّ سنة، وإبراز دور الشعر الشعبي في مقاومة الاستعمار، المحافظة على مكانة الشعر الشعبي في ظلّ التحديات العديدة من عولمة إلكترونية، ومدّ جسور التواصل بين شيوخ الشعر الشعبي والشباب المعاصر، مع تثمين وترقية الشعر الشعبي والمحافظة على التراث الوطني.
ويقول الدكتور نطور عبد القادر، من جامعة سكيكدة، أنّ موضوع الشعر الشعبي، هو جزء من التراث الشعبي، كون المداخلة التي قدمتها حول الأغنية الشعبية في الثورة التحريرية، وتتناول الثقافة التقليدية التي هي عنصر من التراث الشعبي أو كما يسميه المتخصّصون حديثا، علم الفولكلور الذي يهتم بدراسة الإنسان، ككائن ثقافي أو في سلوكه وتفكيره كحامل للثقافة.
وتشكّل الثقافة الشعبية ومنها الأغنية الشعبية، حسب الدكتور، إحدى الانشغالات الكبرى، سواء على مستوى الخطاب الباحث عن إقامة الوحدة الوطنية أو لكونه مبحثا مهما على المستوى المعرفي، خاصة وأنّ الجدل الدائر اليوم حول الثقافة باعتبارها إحدى المكوّنات الأساسية للثقافة الوطنية، ويعبّر عن هوية المجتمع الجزائري كجزء من الممارسات الشعبية.
كما أكّد، عبد القادر نطور، أنّ الأغنية الشعبية قامت بوظيفة تاريخية في حماية الشخصية الوطنية الحقيقية ضدّ الغزو الاستعماري، لاسيما وأنّها تحمل بصمات الأجداد، لهذا حاولنا يضيف المحاضر، تشخيص الواقع الفعلي للأغنية الشعبية في منطقة الشرق الجزائري، والتي تمثل مكوّنا أساسيا للنسيج الثقافي والأدبي والاجتماعي، وتعبّر عن التواصل والاستمرارية وتميّز الشخصية الجزائرية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024