نظم ملتقى حول الخطاب الإشهاري فـي الجزائر

المجلـس الأعلى للّغة العربيـة يطلــق أول معجـم عربـي شابكـي

فاطمة الوحش

بلعيـد: قواعـد الإلقاء اللّغوي السليمة ضروريـة لـ”الإشهـار”

نظّم المجلس الأعلى للّغة العربية، الأحد بالجزائر العاصمة، ملتقى وطنيا حول “الإشهار باللّغة العربية في الجزائر-الواقع والرهان”، تزامنا وإحياء اليوم العربي للغة الضاد المصادف للفاتح مارس، وذلك بحضور البروفسور صالح بلعيد، رئيس المجلس، ومسؤولين سامين، إضافة إلى مدير الشؤون المؤسّساتية لدى “أوريدو”، رمضان جزايري، وخبراء وأساتذة جامعيين، وتم بالمناسبة الإطلاق الرسمي لأول معجم عربي شابكي مرئي.

أكّد رئيس المجلس الأعلى للّغة العربية البروفسور صالح بلعيد في كلمة ألقاها بالمناسبة، أنّ الخطاب الإشهاري يعزّز القيم المرتبطة به كالقيم الاجتماعية، والأخلاقية، ويجب أن يتقيّد بقواعد الإلقاء اللّغوي السليمة، حتى يتمكّن من تحقيق الأهداف المرتبطة بالخطاب الإشهاري بشكل صحيح.
وأوضح بلعيد، أنّ العربية الفصحى تحتاج إلى موقع لدى المسرحيين والإشهاريين والفقهاء والأدباء للرفع من سويتها، وإحداث جسور التواصل والتكامل بين مستوياتها اللّغوية في تناغم لغوي: فصحى عالية، إلى فصحى مهذّبة، إلى المستوى الثالث، وإلى اللّغة البيضاء. وقال: “هذا ما يجب أن ننتبه إليه بأنّ المستويات اللّغوية تحتاج أن نجد لها آليات الارتفاق في صناعة لغة إشهارية بالفصحى المقبولة، دون مشكلة تضارب أو قطيعة، وهذا ما نروم أن يُقدّمه الباحثون اللّغويون مع أصحاب الإشهار لتحقيق الوظيفة القواعدية للّغة، مع الوظيفة الجمالية والتوجيهية والتمثيلية والوجدانية والدلالية لتحقيق منطق الإقناع العام”.
وأشار بلعيد إلى أنّ مهمة المجلس الأعلى للّغة العربية في الخطاب الإشهاري تكمن في أنّه “منتج أفكار يدعو إلى احترام لغة الإشهار في حدود المواصفات التي تتيحها قواعد اللّغة العربية، ويدعو المجلس إلى احترام العربية الفصيحة بما لها من توسّع ومجاز ومقبول ومحظور، وما يجوز وما لا يجوز، وتثمين لغة الإشهار وتعضيدها كونها مدرسة للدعاية المضيفة المنيفة، بما لها من تطوير، ضرورة إشراك المجلس الأعلى، سلطة ضبط السمعي البصري، والوكالة الوطنية للنشر والإشهار في إنجاز أيام دراسية حول لغة الإشهار، وكذلك الإسهام في كتابة بعض الإعلانات والمنشورات للحفاظ على خصائص اللّغة المشتركة، وعقد دورات تكوينية مع من يهمه الأمر في لغة الخطاب الإشهاري، ومتعلّقات الكتابة والأداء بصفر خطأ من أجل تطوير لغة الإشهار، لتكون شامخة أمام تعاقب بعض الهفوات.
بالمناسبة، أعلن رئيس المجلس الأعلى للّغة العربية عن الإطلاق الرسمي “للمعجم العربي الشابكي السمعي البصري (auvidiar.dz)، وهو يعدّ الأول من نوعه في العالم - كما قال - ونتاج مشروع ضخم وريادي، بحيث يمثل مرجعا لغويا قيما ومكسبا للّغة العربية”، مضيفا أنّه “ذو طابع تفاعلي سمعي-بصري قائم على 3 مستويات، ويمثل أداة لتوسيع الفهم واستكشاف العالم المادي ويسمح برؤية الأشياء في السياقات الخاصة، كما يسعى لتقديم فهم أمثل للمواقف والمواضيع المحدّدة”.
وقال بلعيد إنّ المعجم الذي أطلقه بالشراكة مع مؤسّسة “أوريدو”، هو منصة “واب” تستخدم بشكل أساسي للمحتوى المرئي والصوتي لتوضيح معنى ما تحويه البوابات الخمسة وهي: بوابة الإنسان، بوابة الحيوان، بوابة النبات، بوابة الزمان، بوابة المكان.  وتمثل هذه الأداة، المصمّمة لإثراء اللّغة العربية والحفاظ عليها قصد الوصول إلى المعارف العامة ونشرها. كما تقدّم للمستخدمين الناطقين باللّغة العربية حول العالم أداة موثوقة وشاملة للبحث عن محتواها وفهم المعاني”.
ومن جهته، أكّد المدير العام لـ«أوريدو”، روني طعمه، أنّ هذا المشروع “يعدّ ثمرة عمل وتفاني الفرق الملتزمة في ترقية اللّغة العربية، ما يجعل من هذه الأداة مرجعاً لغوياً قيماً. ومؤسّسة Ooredoo فخورة بدعمها لهذا المشروع المبتكر الذي يجعل منه مكسبا للّغة العربية، ويعكس كذلك التزامنا اللاّمشروط في دعم المشاريع المبتكرة المتعلّقة بالتحوّل الرقمي. وأضاف: “أهنئ المجلس الأعلى للّغة العربية على هذه الأداة البيداغوجية الجديدة التي ستسمح للّغة العربية بمواكبة التحوّل الرقمي في الجزائر وعبر العالم”.
سمح  الملتقى المنعقد بتجمع طاقات علمية وطنية، شملت ربوع الوطن منها: باتنة، تلمسان، عين تموشنت، تمنراست، البيض، مستغانم غرداية، سطيف، الشلف، البليدة، الجزائر، غليزان، وهران، تبسة، قسنطينة، ورقلة.. حيث شارك فيه 50 باحثا بمداخلات متنوّعة بتنوّع عدد المحاور، شملت واستقطبت موضوعات عدّة ذات الصلة بالخطاب الإشهاري واللّغة العربية، أيّ بين الإرسالية الإشهارية بصفة عامة، وكذا الإرسالية اللسانية بصفتها جسرا دلاليا تتكشّف عبره مكنونات الصورة.
يأتي هذا الملتقى، خدمة لاستعمالات اللّغة العربية في مختلف المجالات، منها الإشهار على وجه التخصيص والتفرّد بصفته مرتكز العملية التواصلية بين المنتج ومختلف شرائح المجتمع، دون تمييز أو تصنيف.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024