الفنانة التشكيلية شـادلية فراجـي

من المحـلـية إلى رحـاب العالمـيـة..

ورقلة: إيمان كافي

بين الورق والألوان، خطت الفنانة التشكيلية شادلية فراجي خطواتها الأولى، لا تحدّد بدايتها بتاريخ معين، فهي منذ كانت في الروضة تقام معارض لرسوماتها الطفولية، وقبل أن تتمرس، كانت دار الثقافة في حيها حاضنتها الأولى كفنانة تشكيلية، حيث جمعتها بالعديد من الفنانين من جيلها وممّن سبقوها إلى هذا الفنّ.. كلّ التفاصيل في لوحاتها تجعلك تتوقّف للحظات للتمعّن في الألوان والفاصل بين الحركة والسكون، كأنّها تأخذ صورة لتوثيق اللحظة في لوحاتها.

يمكن للمشاهد أن يستنتج جانبا بارزا في شخصية شادلية الفنانة، فهي محبة للتراث المحلي بشدّة، وكانت من بين الأوائل الذين وثقوا بالريشة والألوان للباس العروس الورقلية ورسمت بورتريهات لنفسها بهذا الزيّ الجميل الذي أبدعت في نقل ألوانه بدقّة.
اشتهرت كذلك بلوحاتها، منها: سلة السعف المملوءة بالمنقر وأخرى بالغيوان، وهي من أنواع التمور المحلية الموسمية التي تعرف بها منطقة ورقلة، وبحكم اهتمامها بالمدرسة الواقعية، عملت على إبراز معالم الثقافة المحلية وساهمت لوحاتها في نقلها إلى خارج حدودها للتعريف بها على مجال أوسع.
تجسّد لوحاتها الصحراء والرمال، لون السماء وزرقتها واللّباس التقليدي للمرأة الورقلية ولباس العروس التقليدي في منطقة ورقلة والقصر العتيق تحديدا، ولوحات فلكلورية وعن صناعة الفخار وغيرها الكثير من الأعمال.
أكثر لوحة اشتهرت بها الفنانة التشكيلية فراجي شادلية هي لوحة “البلح”.. هذه اللوحة تم تداولها على مستوى العديد من المواقع العالمية، وهي أكثر لوحة انتشرت لها وأكثر لوحة أخذت وقتا في تنفيذها، حيث أنجزتها في مدة 3 أشهر واستحقت في النهاية هذا العناء.
ترى شادلية أنّ للرسم في التقاليد والعادات راحة نفسية، وهي تعتبر أنّ الفنان مهما اختص في مواضيع معينة، إلا أنّه يجب أن ينتج أعمالا ولوحات فنية عن منطقته وتراثها، لأنّ الفنان ابن مدينته ومنطقته أولا، ويحقّ له من خلال أعماله التعريف بها.
وكأيّ أم، انشغلت شادلية فراجي عن الفنّ لسنوات، لكنّها عادت بروح جديد، ومكّنتها سليقتها الفنية من الاندماج بسرعة مع جيل جديد من الفنانين التشكيليين، كما نظّمت معارض وشاركت في العديد من الصالونات الوطنية في ولاية ورقلة وولايات أخرى من الوطن، ومن خلالها بدأ اسم الفنانة التشكيلية فراجي شادلية بالبروز.
كانت ناشطة مع مجموعة من الفنّانين وفكّروا في تشكيل “جمعية الماسة للفنّ التشكيلي”، لكنّ عملها في تخصّص الرسم المعماري تطلّب منها تركيزا أكثر، ممّا أثر على إنتاجاتها وأعمالها الفنية، وهي تسعى للتوفيق من أجل العودة مجدّدا، حيث تحضّر حاليا لإنهاء أعمال فنية جديدة من أجل الخروج بها للجمهور في معرض خاص.
ساعدتها مواقع التواصل الاجتماعي في نشر أعمالها وتكوين صداقات مع فنانين تشكيلين من داخل الوطن وخارجه، كما كانت فترة كورونا مهمة بالنسبة لها، حيث شاركت خلالها في العديد من المعارض الافتراضية والمسابقات، منها معرض دولي نظّم بالأردن وحقّقت لوحاتها مراتب مشرّفة جدّا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024