الجزائر تحيي شهر التّراث تحت شعار: تراثي مستقبلي

التّـراث في احتفـــال إلى غاية 18 مــــاي القــــادم

حبيبة غريب

 تشجيع المبادرات وتكثيف الجهود للحفاظ على الهوية

 تحتفي كل ولايات الجزائر بداية من يوم أمس والى غاية 18 ماي القادم، بشهر التراث الذي من شأنه أن يسلط الضوء على واقع وراهن الكنوز والممتلكات المادية واللامادية التي تزخر بها الجزائر، والتي تثري الهوية وتعكس أصالة وتطور ورقي حضارة شعبها وتاريخه وثقافته على مر العصور، كما تعد مكسبا كبيرا وقيمة مضافة تساهم بقدر كبير في تلميع صورة الوطن وإعلاء مكانته بين الدول، وجعل منه وجهة سياحية بامتياز وقبلة للسياح من كل أنحاء المعمورة، وجعل أيضا من قطاعي السياحة والثقافة فاعلين قويين في تنمية الاقتصاد الوطني.
ككل سنة تتضاعف الاحتفالات والمحاضرات والملتقيات التي يحاول من خلالها  التعريف بالتراث الجزائري بشقيه المادي واللامادي، في مبادارت تأتي أغلبيتها على سياق المناسباتية وانسياقا للتوجيهات الحكومية، فتتخذ شكل النمطية والروتين لتدخل غالبا بعد انتهاء الحدث في هاوية النسيان والأرشفة.
 الرهان إذا كبير وكبير جدا اليوم خاصة في ما يتعلق بحماية التراث اللامادي، الذي هو عرضة للسطو من قبل دول الجوار، وكذا في ما يخص ورشة تدوين الأدب الشعبي والعادات والتقاليد الاجتماعية والثقافية، والتي تبقى ورشة مفتوحة في حاجة الى اهتمام قوي وفعال ينظم مجهودات السلطات المعنية
والمثقفين والباحثين والإعلاميين والمجتمع المدني بكل مكوناته.
وأن تضافر هذه الجهود كلها وتوفير الإمكانيات اللازمة للباحثين خاصة، من شأنه أن يساعد على تدارك التأخير الذي عرفه هذا المشروع الهام المتعلق بالذاكرة الشعبية والهوية الجزائرية.
 وقد سجّلت في الآونة الأخيرة صحوة كبيرة من قبل المجتمع المدني، واهتمام قوي من طرف جمعيات ومثقفين ومواطنين عاديين الذين ترجموا غيرتهم على الهوية الوطنية والتراث بمبادرات جماعية وفردية لحماية المعالم الأثرية والتاريخية وتدوين البعد من تراثنا الماضي، وكذا دق ناقوس الخطر حول المعالم التي تتعرض للتلف ومحاولة حمايتها.
وقد سجلت أيضا نتائج لا بأس بها تدعو إلى توسيع الفكرة وتشجيع كل من يحاول المشاركة في المشروع الذي يعد قضية وطنية، حيت ساهمت هذه المساعي في شتى ربوع الوطن في التعريف محليا وإقليميا ودوليا، حتى استقطبت بعض المشاريع اهتمام منظمة اليونسكو والاتحاد الأوروبي، وبعض المؤسسات العالمية المهتمة بالمعالم التاريخية والأثرية والعلوم الانسانية وغيرها.
ويبقى الطريق طويلا تنيره نتائج هذه المبادرات، محفزة الجميع لتكثيف الجهود من أجل الحفاظ على كنوز هويتنا الوطنية للأجيال الصاعدة والتعريف بها للعالم كله. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025