36 عاما على مجزرة «صبرا وشاتيلا»

أكثر من 3 آلاف فلسطيني تعرضوا للذبح خلال مدار 48 ساعة

 

 رغم مرور 36 عاما، لا تزال مشاهد الذبح وبقر بطون الحوامل واغتصاب النساء ماثلة في ذاكرة من نجوا من مجزرة «صبرا وشاتيلا»، التي أودت بحياة أكثر من ثلاثة آلاف معظمهم فلسطينيون تعرضوا للذبح على مدار 48 ساعة، بحسب شهادات ناجين. تلك المجزرة الأليمة بدأت أحداثها يوم 16 سبتمبر 1982 في مخيمي «صبرا» و»شاتيلا» غربي بيروت، وهو العام نفسه الذي اجتاحت فيه إسرائيل جنوب لبنان.
ووفق روايات سكان من المخيمين شهدوا المجزرة، فإنها بدأت قبل غروب شمس يوم السادس عشر، عندما فرض الجيش الإسرائيلي حصارا مشددا على المخيمين، ليسهل عملية اقتحامهما من قبل ميليشيا لبنانية مسلحة موالية له ومناهضة للوجود الفلسطيني في لبنان.
ويقع مخيما «صبرا» و»شاتيلا» في الشطر الغربي من العاصمة بيروت، وتبلغ مساحتهما كيلومترا واحدا مربعا، ويبلغ عدد سكانهما اليوم حوالي 12 ألف شخص (وهو إحصاء غير رسمي خاصة مع وجود لاجئين سوريين داخله منذ سنوات)، وهو واحد من بين 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
مشاهد مروّعة
الفلسطيني فؤاد عابد من مخيم شاتيلا (48 عاما) روى مشاهد من تلك المجزرة، قائلا: «صباح السابع عشر من سبتمبر 1982، استيقظ لاجئو مخيمي صابرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد». أضاف أن «المجزرة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، حيث وجدت جثث مذبوحة ومشوهة بطرق غريبة، وتفنن المجرمون بقتل قرابة ثلاثة آلاف، ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني».
 أشار إلى أن «إسرائيل ساعدت من قام بتلك المجزرة من المليشيات اللبنانية. ووفق عابد، فإن «هذه المجزرة من ضمن مخطط لتهجير الفلسطينيين إلى الخارج حتى ينسوا أرضهم وحق العودة».
 التقط أطراف الحديث سعيد إبراهيم حسنين (67 عاما) من مخيم «صبرا»، قائلا: «كنت شاهد على هذه المجزرة المأساوية، وشاهدت مناظر لم يمكن العقل أن يتحملها». وروى حسنين ما شاهده بعد دخول المسلحين المدعومين من إسرائيل على سكان المخيم، حيث «أخذوا يقتلون المدنيين بلا هوادة. أطفال في سن الثالثة والرابعة وجدوا غرقى في دمائهم».
 تابع «نساء حوامل بقرت بطونهن ونساء تم اغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذبحوا وقتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره».  بحسب المتحدث، فإن هؤلاء المسلحين نشروا الرعب في ربوع المخيم وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألما لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024